الأحد، 4 يناير 2015

من أعلام المقاطعة (6) الشيخ أحمد أبو المعالي بن الشيخ أحمد الحضرمي

ـــ للتواصل magtanews@gmail.com ــــ مقطع لحجارللأنباء ـــــــ مصداقيه الخبر ومراعاة الدقه والحياد ـــــــــــ

حياة الشيخ أحمد أبي المعالي
مـولـده:
حسب رواية الشيخ العربي ولد اليماني في كتابه "عقود اللآلى في كرامات الشيخ أحمد أبي المعالي" أن مولده كان في شوال سنة 1309هـ، إلا أن بعض معاصريه يرى أنه ولد قبل ذلك بنحو ثلاث سنوات.
نسبه:
هو الشيخ أحمد أبو المعالي بن الشيخ أحمد حضرامي بن أحمد بن محمد بن عبد الدائم بن أحمد بن الطالب اخيار التاكاطي. وأمه هي لال بنت عبد الواحد من قبيلة لمتونه ، جدها الإمام الحضرمي دفين تيارت، وهي شريفة من آل البيت.
توفيت أمه في حدود السنة الخامسة من عمره، فحضنته جدته لأمه خديجة بنت الإمام بن مكي اللمتوني  هو وشقيقه الأصغر عبد الباقي، وكانا يزوران والدهما من حين لآخر فيعطيهما الأموال الجزيلة، إلى أن توفي سنة 1319هـ 1899م، وعمره إذ ذاك ما بين 10 إلى 13 سنة.
وقد كانت جدته هذه امرأة حازمة قوية الإرادة، اهتمت به كثيرا، ورأت فيه علامات النبوغ، فكانت تشجعه كثيرا وتقول له: «أرجو أن تكون عالما سيدا وليا»، وتطلب منه أن يقوم لها بأمورها ولا تكلها إلى غيره.
وقد تربى في المنطقة التي تشمل الآن مقاطعات: امبود ومقامه ومونكل.
وقد كان في أيام مراهقته قوي البنية، متماسك الأعضاء، جميل المنظر يعلو وجهه بهاء ظل يصاحبه طيلة حياته، يحسن السباحة، يتكلم اللغات التي في محيطه بالإضافة إلى اللغة العربية وهي: السوننكية والتكرورية، وكان جريئا مقداما ينازع الأسد الشاة وهو وحيد أعزل، لم يعرف المجون والهزل إلى قلبه سبيلا، ولم يصحب أقرانه في المجالس التي تسمع فيها الخلاعة واللهو الماجن.
الجانب العلمي:
بدأ تعلمه كعادة أبناء زمانه من طبقة الزوايا بحفظ القرآن الكريم، وكان يصعب عليه الحفظ في البداية، فلما بلغ سن العشرين فتح الله عليه في الحفظ أما الفهم فكان فيه منتهى الغاية، وقد أسند له شيخه محمد أحمد بن الطالب إبراهيم الفتيا والقضاء ولما يتجاوز العشرين من عمره بعد.
أما النحو فلم يصحب فيه شيخا معينا وإنما درس ملحة الإعراب ثم ألفية ابن مالك على كل من لقي حتى تمكن فيه، وقد قال كلمته المشهورة لمن سأله بعد أن رأى تمكنه في النحو: على من درست النحو؟ فأجابه: ألا يعرف بدون شيخ، وقد صار مضرب الأمثال ومحط الأنظار المرجوع إليه في الفتيا ولما يتجاوز عمره الخامسة والعشرين.
شيوخه في العلم:
- أسند ولد أعمر امبادي اللمتوني (درس عليه القرآن الكريم فقط)
- ابراهيم ولد عبداوه ولد مكي اللمتوني أيضا
- محمد المامون ولد نوح الجكني الرمظاني
- محمد أحمد ولد الطالب ابراهيم التاقاطي (درس عليه الفقه)
- عبد الله ولد أحمد ولد محمد عينين ولد أحمد ولد الهادي
ولما تضلع من العلوم طلب منه أهله الانتقال إليهم لينتفعوا بعلمه، فاستجاب لهم.
جلوسه للتدريس:
جلس للتدريس تقريبا سنة 1330 هـ، فأقبل عليه الطلاب من كل حدب وصوب، ومنهم من قدم معه من محظرته التي كان يدرس فيها، فبنى لهم خيمة، وأوقف عليهم الأوقاف هو نفسه، ثم جاء الوقف من جهات أخرى، وكان كذلك يصدر الفتاوى التي لا معقب لها.
وقد تخرجت على يديه أعداد كبيرة من العلماء من جميع مناطق البلاد، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر:
- الشيخ عبد الرحمن ولد بلال (ادكجمل)
- الشيخ محمد الطيب ولد اعل ولد إبراهيم
- الشيخ محمد المختار ولد اعل ولد إبراهيم اللمتونيان
- الشيخ محمد عبد الرحمن ولد يحظيه (القناني)
- الشيخ محمد لخليف ولد محمد أحمد (النجمري).
وقد حضر مؤتمر القضاة الذي عقد في انواكشوط سنتي 62-63 وكان فيه المرجع الأوحد لجميع العلماء الحاضرين.
مؤلفاته:
لقد كان الشيخ أحمد أبو المعالي مشغولا بكثير من المهام التي يكفي كل واحد منها لشغل جميع الوقت وحده،
ولذلك لم يتفرغ للتأليف، ومع ذلك فقد ألف عدة كتب هي عبارة عن أجوبة على أسئلة وردت عليه، وتبلغ نحو العشرة، إلا أن الموجود منها بين أيدينا سبعة فقط، وهي:
1- النقول الشافية في إبطال حجج مدعي المعية الذاتية (في العقيدة)
2- مزيل الإشكال عن صلاة أهل الأحوال (الفقه والتصوف)
3- الجواب المستنار عن سؤال سيدي المختار (التصوف)
4- أنيس المشتاقين في ذكر أحوال العاشقين لذكر الله والنبيئين (التصوف)
5- النفثة الروحانية (التصوف)
6- حق المؤمن على المؤمن (أجوبة عن أسئلة وردت من معاصره أواه بن الطالب إبراهيم)
7- جوابين عن حكم رفع الصوت بالذكر في المسجد، وحكم الذكر بالاسم المفرد.
بالإضافة إلى فتاوى كثيرة لم تجمع بعد.
الجانب الاجتماعي:
تزوج أولا بابنة عمه فاطمة بنت محمدو
ثم بعد وفاتها سنة 1342هـ تزوج ابنة خالته مريم بنت جعفر  الملقبة الغيثة (شريفة من آل البيت).
ثم تزوج في آخر حياته بخديجة بنت ميلود
أبناؤه وبناته:
لقد عاش لشيخنا الشيخ أحمد أبي المعالي خمسة أبناء هم على الترتيب: - الشيخ محمد المصطفى: ابنه الأكبر وخليفته، والدته فاطمة، وهو معروف بشدة الورع والذكاء وهو عالم جليل، وشيخ صوفي مرب للقلوب.
- وجعفر  - الشيخ سعد أبيه  - عثمان: العلامة المعروف، وقد شغل مناصب سامية ، صدر له أخيرا كتاب: مرشد المتنازعين إلى طريق الألفة، وهو تأصيل لكتاب الشيخ عبد الرحمن الأخضري في الفقه.
- عبد الدائم: 
أما بناته فهن:
- عائشة: شقيقة الشيخ محمد المصطفى، حفظت القرآن،
- الكطرانه: والدتها الغيثة توفيت رحمها الله سنة 1993م،
- آمنة: والدتها الغيثة كذلك
- فاطمة السالمة: الملقبة اسلمه والدتها خديجة،
محل إقامته
سكن أولا عند دار أبيه في "كاوه"، حيث أعاد بناءها، ثم انتقل عنها حيث استقر أخيرا في آكرج (على بعد 18 كلم من مقطع لحجار على طريق الأمل، وكلم ونصف على الطريق الرملي) حيث أقام به سدا سنة 1338هـ، وبنى دارا من الحجارة سنة 1352هـ، ثم بنى مسجدا وداره الكبيرة سنة  1949م ،
رحلته لأخذ الطريقة الصوفية:
بعد انتهائه من دراسة علم الفقه وغيره من العلوم، اشتاقت نفسه إلى من يأخذ عنه علم التصوف، ففكر أولا في أخذها عن والده الشيخ الحضرمي الذي توفي، فنظر في الكتب هل يجوز أخذ الطريقة على الميت؟ فوجد أن ذلك يجوز ولكن الأفضل أخذها على الحي،  علم الصوفية هو عبارة عن علم السلوك وأساسه القدوة بالحركات والسكنات، ورؤية كيفية تطبيق هذا القدوة للشريعة الإسلامية،  وبعد أن استقر رأيه على أخذها على شيخ حي، اشتاقت روحه إلى شيخنا الشيخ سعد أبيه بن شيخنا الشيخ محمد فاضل، (وهذا التعلق الروحي هو أساس العلاقة بين الشيخ والمريد لأنه عن طريق المحبة تنتقل الصفات التي في الشيخ إلى المريد لا شعوريا) فتوجه إليه في مكانه الذي يقيم فيه "النمجاط"، فلما أحس به بنى له خياما وأكرمه غاية الإكرام، وأنشد في مقدمه أبياتا:
أبو المعالي جاءنا من بعد
وجها يحاكي يوسفا تجملا
أهلا به من قد رأى من سيد
أهلا به أهلا به من سيد
صوتا يحاكي داوود ذا العلا
بحري بحري به للوارد
وبعد مضي أقل من ثلاثة أيام استدعاه وأعطاه الطريقة بل صدره فيها، وخلع عليه ثيابه التي كان يلبسها (وهي إشارة عند الصوفية إلى أنه قد صار في مقام شيخه) وقد أمره شيخه أن لا يبيت معه وقال له: إن سيفان لا يصلحان في غمد واحد (وهذا شبيه بقولة عمر رضي الله عنه للأنصار لما قالوا منا أمير ومنكم أمير: سيفان لا يصلحان في غمد واحد)، وفي رواية أنه قال له بعد أن أدخله خيمته الخاصة: لقد أوقفتك في مكان لم أوقف فيه رجلا قبلك ولن يقف فيه بعدك، وقال له: إن شيخنا محمد فاضل قد خلفني على ذريته ومريديه وقد خلفتك عليهم، وفي رواية أنه استدعاه بعد عصر الخميس وقال له بعد كلام كثير وعجيب: لتخرجن من بين الرجال كما تخرج هذه من بين الأصابع، وأشار إلى الوسطى، وفي رواية أن شيخنا الشيخ أحمد أبي المعالي قال في نفسه: أنه لم يلاحظ جديدا طرأ عليه، فأجابه شيخنا الشيخ سعد أبيه مجاوبا لخاطره: إن المسافر لا يعرف ما في حقيبته حتى يرجع إلى أهله. وبعد ذهابه عنه لاحظ أحوالا عجيبة وأمورا غريبة طرأت عليه ففهم معنى كلام شيخه، وقد توفي شيخه بعد ذهابه عنه بأشهر قليلة سنة 1917م 1335هـ.
وبعد عودته أضاف إلى مهامه السابقة مهمة جديدة هي مهمة تربية القلوب وقد أقبل عليه المريدون من كل حدب وصوب، وتتلمذ عليه بعض تلامذته الذين كانوا في محظرته وخاصة من قبيلة لمتونه ومن أشهرهم الشيخ محمد المختار ولد اعل ولد إبراهيم،
الجانب التعبدي:
نستطيع أن نلخص هذا الجانب في برنامجه اليومي، الذي كان لا يقطعه إلا مرض شديد أو سفر متواصل وهو على النحو التالي:
كان يأتي إلى المسجد في السدس الأخير من الليل، ويبقى فيه إلى صلاة الصبح فيصليها في جماعة، ثم تأتي جماعة من الحفاظ لترتل حزبا من القرآن برواية ورش  يبقى في مصلاه يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس فيصلي الضحى. ثم يذهب لتوديع من حان ارتحاله من الضيوف، ثم يعود إلى المنزل ليتصل بالتلاميذ في شأن تهيئة الضيافة لذلك اليوم ثم ينام في الزوال.
وفي أول وقت الظهر يأتي إلى المسجد، وربما يسبق المؤذن بالأذان، ويبقى بعد الصلاة يذكر الله تعالى، وربما اشتغل ببعض الأحكام الفقهية أو مطالعة التفاسير فربما فسر ثمنا أو ثمنين. وبعد صلاة العصر يعود للمنزل لتهيئة الضيافة.
وبعد أن يصلي المغرب يجلس للاستماع للحزب، ثم يجلس حتى يصلى العشاء ويقرأ الحزب، وفي رمضان يصلي التراويح بعد صلاة العشاء.

 

نحو اختيار "شيخ استثنائي" في مقطع لحجار../ بقلم إسلمو ولد أحمد سالم (رأي)

ـــ للتواصل magtanews@gmail.com ــــ مقطع لحجارللأنباء ـــــــ مصداقيه الخبر ومراعاة الدقه والحياد ـــــــــــ

نحو اختيار "شيخ  استثنائي" في مقطع لحجار../ بقلم إسلمو ولد أحمد سالم

"في مقطع لحجار.. ومنذ ظهو ر البلديات تعاقب على بلديات المقاطعة الأربع أربعة عشر عمدة ، و على مقعدي النائبين 11 نائبا، و على مقعد الشيوخ ثلاثة شيوخ ... و لدى المقاطعة الآن ستة نواب ... و لم يحدث أن رشح أو انتخب من بين هؤلاء من هو من شريحة (لحراطين) ..رغم تواجدهم المكثف في المقاطعة , و وجود أطر من بينهم و مثقفين داخل الحزب الحاكم و أحزاب الأغلبية ...
تطبيقا لمبدأ التمييز الإيجابي -لا العنصرية- أطالب من أبناء مقطع لحجار السعي إلى ترشيح شيخ للمقاطعة من هذه الشريحة ."

نشرت هذه التدوينة على صفحتي الاجتماعية ، لكن التفاعلات معها كان متباينة ، فقد انقسم المعلقون بين متفهم للفكرة و جدوائيتها مع استبعاده لاستعداد الساحة السياسية المحلية لتطبيقها ، و بين رافض لها معتبرا أنها فكرة تتبنى وجهة نظر مروجي الشرائحية داخل المجتمع .
و قد طرحت هذه الفكرة إيمانا مني بضرورة المساهمة بحراك اجتماعي يعيد الاعتبار لهذا الإنسان المكتمل الإنسانية و الذي  يحمل معه تاريخا مديدا من الغبن و الهوان و حتى يشعر بالندية مع آخر لا يزال يتصور أن سيادته تليدة باقية . إنها حرب على الصور الملتصقة في أذهان كل من الطرفين ، و لا سبيل إلى زحزحتها إلا بتضييق الهوة . و لا أظن أن التنظير الجاف المنقطع على الواقع  سيساهم بخطوات عملية ، و لا ينبغي أن نراوح مكاننا في سرد ما ينبغي و ما لا ينبغي ، و نتحدث على الواجب المنوط بالدولة دون أن نقوم نحن بمبادرات  ميدانية و على جميع الأصعدة  .
إنني  أتصور أن الفكرة ، إن لم نجعلها في قوالب جاهزة ، و لم نمررها على مواقف مسبقة ، ستكون لها نتائج إيجابية ، أقلها انخفاض مستوى الاحتقان السياسي الذي يخشى أن يصبح أمنيا و إن محليا . إنها محاولة للقول لإخوتنا أننا سواسية و لا نحتكر عنكم أي موقع ، فلا فرق .
لست ممن يقول إن العبودية لازالت موجودة ، و لكن أثارها جلية للعيان ، و لا أدل على ذلك من الفوارق القائمة في التعليم و الثقافة و نمط العيش  و توفر المتاح من الخدمات العمومية ، و لعل زيارة لأحد (آدوابه) كفيلة فإعطائك مثالا صارخا على الحيف الذي يعيشه هؤلاء  .
إن حركة "إيرا" هي رد فعل على الواقع ، حتى و إن صدقنا أنها صناعة أجنبية ، و نحن نساهم في تأجيج و نشر فكرها إن لم نبادر إلى امتصاص النقم الاجتماعي  بسرعة ، و ذلك بالمبادرة إلى جعل الوحدة الوطنية هاجس كل واحد منا ، و نشر الانطباع بالاستعداد الاجتماعي لتطبيق المساواة بين شرائح المجتمع ، و المناسبات السياسية يجب أن تستغل للمساهمة في تسهيل عملية التنمية ، لا أن تكون فرصة لخلق مناخ إلهاء للمواطنين عن مشاكلهم ، و تسديد مكافئات للمتفانين في خدمة النظام.


وصلت لنا عبر إميل المدونة  نرحب بكل المشاركات