السبت، 20 ديسمبر 2014

أعلام مقطع لحجار (3)الشيخ سيدي محمد ولد امني (التوميات) أحد أقطاب التصوف

ـــ للتواصل magtanews@gmail.com ــــ مقطع لحجارللأنباء ـــــــ مصداقيه الخبر ومراعاة الدقه والحياد ـــــــــــ

ولد الشيخ سيدي محمد ولد امني من أبوين كريمين مشهود لهما بعزة الاصل والكرم، فابوه احمد الملقب امني ولد الطالب محمد، أما أمه فهي فريدة عقدها ونفيسة زمانها المشهود لها بالعفة والطهر والكرم والصلاح مريم بنت أب تنتمي لبيت من بيوتات قبيلة "تنواجيو" وذلك حوالي سنة1170 هجرية، وقد نشا الشيخ سيدي محمد يتيما في وسط اجتماعي، يسوده العلم والورع والزهد والتقي، في كنف والدته وأخيه الأكبر من جهة الأب الملقب ب"امني"، ويمتد نسب الشيخ سيدي محمد ولد امني إلي إبراهيم الأموي نسبة إلي بني أمية، حسب أدق الروايات التاريخية وأكثرها تواترا لدي المؤرخين المعاصرين في مقدمتهم المؤرخ الموريتاني الشهير المختار ولد حامدن، الذي أكد انتسابه لقبيلة"مدلش" والتي تعني مجلس العلم، وهي القبيلة التي تمتد أصولها لبني أمية.
حفظ الشيخ سيدي محمد القرءان في سن مبكرة من صباه، ودرس متون النحو والفقه واللغة قبل أن يرحل عن مناكب الحي لطلب المزيد من العلم، وقد ظهرت عليه علامات الموهبة والنبوغ في الصغر،
 ارتحل إلي آل محمد سالم ومكث عندهم سنين عديدة إلي أن ارتوي من العلوم أصولا وفروعا ومنطقا وبيانا حتي تفقه في شتي أنواع العلوم، فعاد إلي موطنه وباشر العبادة والتنسك والاعتكاف في الخلاء وتعلقت روحه بالشيخ سيدي المختار الكنتي بازواد، لكنهما لم يلتقيا بشكل مباشر
 ويلفت الأستاذ ولد محمدو الانتباه في دراسته عن الشيخ أن الذي منعه من التأليف هو ما جسده في مقولته المشهورة:"نحن قوم شغلنا إصلاح أفئدتنا عن التأليف وإصلاح ألسنتنا"، فالشيخ كما هو واضح قد انشغل بالمراقبة والمشاهدة عن كل شيئ ووجد في ذلك المقام من المتعة ما جعله مشدودا إليه، لا يقدر الالتفات إلي سواه...، ومع ذلك ومما يدل علي رسوخ قدمه في الفقه أن ارتضاه الشيخ القاضي لتعليم أبنائه علوم الفقه ومتون العلوم الشرعية في ذلك العهد".
أخلاقه وكرمه:
عرف الشيخ ولد امني منذ صغره بمميزات طيبة وأخلاق عالية كالجود والورع والصلاح والزهد في الدنيا، وهي نفسها الصفات التي ذاع بها صيته في الكثير من نواحي القطر الموريتاني، وخصوصا في المناطق التي عاش فيها أكثر مع مجموعته مابين منطقي لبراكنه وتكانت يقول فيه الشاعر محمد عبد الله ولد أعبيد الرحمن من احدي قصائد قد مدحه بها:
ما لغبن إلا لقوم صاحبوه لقد
انقي قلوبهم من رين كل صدا
قات القلوب وأجساد الانامي فمن
قد أمه قات منه القلب والجسدا
وامدح بنيه بنات الفضل إنهم
أهلا لذلك لا تدع منهم أحدا
وكان الشيخ ولد أمني كما يروى، يقسم أمواله والهدايا التي تهدى إليه من بعض أمراء البلاد وغيرهم، على المحتاجين، وينسب إليه قوله ردا على بعض من اعترضوا على كثرة بذله وعطائه للناس حتى لم يترك لنفسه شيئا:
حد أعط جابر غبطَ
حد أحكم يتندم
رشيد ألا حد أعطَ
سفيه ألا حد أحكم
وقوله: آنَ رزق ماه أمغطِ
ذ الجابر من كافينِ
أنتم آنَ من نعطِ
وإتم المول يعطينِ
وكان حرما آمنا في ذلك العهد الذي كثرت فيه الغارات والفتن بين القبائل، فوفد إليه الناس وأختاروا جواره لينهلوا من معين فيضه المنساب ، ثم لينشدوا الحماية والأمن في جواره المهاب، يقول الشاعر ولد أعبيد الرحمن في قصيدته السابقة:
هم الأباة أبات الضيم جارهم
لم يخش عدوان عاد إن بغى وعدا
فاليعتمد كل واه ماله عمد
عليهم لم يجد أمثالهم عمدا
ومما يروي عنه انه انه رفض هدايا كبيرة قدمها له المستعمر الفرنسي في بداية استكشافاته وتمهيده لحكم البلاد، وردد بتلك المناسبة القول المعروف: تجبل القلوب علي حب من احسن اليها، وكان الفرنسيون قد اوصلوا الي محلته كميات من المؤن الغذائية، فما كان منه الا ان رفض استلامها.
وفاته:
وعن وفاته يقول ولد محمدو في كتابه إنه على إثر وصية للشيخ تم نقله إلي المكان الذي كان يتعبد فيه، وهو على ربوة "التومية"غرب مدينة مقطع لحجار حاليا ب7كلم، حيث تم دفنه هنالك، ومن الذين رثوا الشيخ ولد أمني، الشيخ أحمد ولد آدبه ومحمد أحمد ولد الطلبة، وتلميذه محمد ولد بي الجكني الذي يقول في ذلك:
برمل الغضى للخود دور دوارس
عفتها الذواري بعدنا والروامس
كأن لم يذق شهد الصبا في ظلالها
فتو ولم يدرس بها العلم دارس
ولم تتهادى ضحوة في عرصاتها
على مهل هيف كعاب أوانس
فدع ذا وعدي القول في من تواضعت
لهيبته من هام الرجال القلانس
تواضع إجلالا لعزة قدره
له فوق هام العارفين الطنافس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات تعبر عن أصحابها ولا تعبر عن رأي القائمين على صوت مقطع لحجار ــ هدفنا أن تصل المعلومة بكل أمان لرأي العام في المقاطعة ــ