الأحد، 20 أكتوبر 2013

وجهة نظر حول التحالف السياسيّ بين "الإسلاميين" و "القوميين" في الوطن العربيّ (رأي) الخبير إسلمو ولد سيد أحمد

ـــ للتواصل magtanews@gmail.com ــــ مقطع لحجارللأنباء   ـــــــــــــ مصداقيه الخبر ومراعاة الدقه ــــــــــــــــ


وجهة نظر حول التحالف السياسيّ بين "الإسلاميين" و "القوميين" في الوطن العربيّ
دكتور إسلمو ولد سيد أحمد

يلاحظ أنني وضعتُ (الإسلاميين و القوميين) بين مزدوجتين، لأن الفصل بين الإسلاميّ (المسلم، المنتمي إلى الإسلام )، و القوميّ (المنتمي إلى قومه) يُعدّ فصلا تعسّفيًّا.
إن التوجُّه الحالي إلى بناء ما أصبح يُعرَف بدولة المواطَنة، لا يُلغي أن المواطن الذي ينتمي إلى بلد عربيّ(عضوٍ في جامعة الدول العربية)، سواء أكان عربيا أم غير عربيّ في الأصل (و تَعَرَّبَ بحكم انتمائه إلى دولة عربية)، يمكن أن يكون مسلما أو غيرَ مسلم (مع ملاحظة أن المسلمين يمثلون الأغلبية "أكثر من 90 في المائة" )، لكنه لا يمكن أن يكون من غير أصْلٍ، ولا يُطلَب منه أن يتنكَّرَ لأصله. و قديما قيل: "من تكلم العربية فهو عربيّ"، وأقول: (و من لم يتكلم العربية فهو مواطن – على كل حال -  يتمتع بجميع الحقوق و عليه جميع الواجبات)، بمعنى أنّ العربَ غيرُ عنصريين، بل يفتحون صدورهم لغير العرب، بصرف النظر عن العِرق أو اللون أو العقيدة. ثم إن الإسلام لا يفرق بين العربيّ و الأعجميّ، و لا يفاضل بينهما إلا بالتقوى، و الأدلة على ذلك كثيرة، لا يتسع المقام لذكرها.
و حتى لا أبتعد عن الموضوع، المذكور في العنوان، أقول إن الأحزاب السياسية ذات التوجُّه القوميّ، والأحزاب السياسية ذات التوجُّه الإسلاميّ، محكوم عليها جميعًا - في الظروف الحالية بصفة خاصة – بالتحالف و التنسيق و التعاون فيما بينها، من أجل ضبط البوصلة، لتصل "سفينة " عالمنا العربيّ إلى بر الأمان.
إن من يظن أن باستطاعته الوصول إلى السلطة، أو المحافظة عليها بعد الوصول إليها، دون إشراك الآخرين (بمختلف طوائفهم وتشكيلاتهم، السياسية و العرقية و العَقَدية)، فهو واهم، بل إنه يسبح في عالم الخيال. إن عهد سياسية الإقصاءِ و التفرُّدِ بالسلطة ولّى إلى غير رجعة.
و في هذا السياق، فإنني أرى أن التيارَيْن المشارِ إليهما (الإسلاميِّ و القوميِّ)، يُشكِّلان أرضية مناسبة لقيادة "السفينة" العربية التي – و يا للأسف – تتقاذفها الأمواجُ الهادرة، و يُغالِب رَبابينُها الأعاصيرَ و الزوابعَ الهوجاء، و ذلك منذ أن بدأ تدمير الأقطار العربية، الواحد تلو الآخر، و انتشر عدم الأمن و اشتعلت الحروب الأهلية...بسبب عجزنا وتخاذلنا عن حل مشكلاتنا بأنفسنا، بحيث أصبح دورُنا- في حل هذه المشكلات- يقتصر على إعطاء إشارة الضوء الأخضر للتدخل الأجنبيّ، ليقوم بهذه المَهَمَّة، مهما كلف ذلك من ثمن. ومن الواضح أنّ نتيجة هذا التدخل كانت مدمِّرةً.
أرجو أن ينتبه السياسيون، في عالمنا العربيّ، لخطورة ما يعرف ب "سياسة: فَرِّقْ تَسُدْ التي ينتهجها أعداء العرب و أعداء الإسلام"، و أن يتذكروا – باستمرار- أن قوتنا تكمن في وحدتنا.
وليعلم السياسيون – جيّدا – أن المواطن العربيّ – من المحيط إلى الخليج – لن يرضى،  من الآن فصاعدا، أن يعيش حياة التهميش و الإقصاء، و لن يستسلم للجهل و الفقر و المرض، بعد أن فتَّح عينيه على ما يجري في العالم، بل إنه مصمم على أن يستفيد من خيرات و طنه ليعيش مُعزَّزا مُكرَّمًا. و لن يتأتى ذلك إلا بإشراكه في وضع الخُطط و رسم السياسات، و التي من أهمها تحقيق أمله في الوحدة العربية الشاملة.
و من هنا، وأُسْوَةً بالاتّحاد الأُوروبيّ والاتّحاد الإفريقيّ ، فقدآنَ الأَوانُ لِقِيام الاتّحاد العربيّ ، وإصْدار العُمْلَة العربية الموحَّدَة ، وجواز السفَر العربيّ الموحَّد ، وإلْغاء تأْشِيرة الدُّخول ، وتمْكين المُواطِن العربيّ مِن حَقِّه في ما أصْبَحَ يُعْرَف بالحُريات الخَمس: التنقُّل، والإقامة، والعَمَل، والتمَلُّك، والمُشارَكَة في الانتخابات. مع ضرورة إحْلال اللغة العربية مَحَلَّ اللغة الأجنبية ، في التعليم والإدارة وسائر المَرافِق الحَيَوِية، حتّى  يتحقق الاسقلال الثقافيّ والاقتصاديّ.
و لعل التحالف بين التياريْن المذكوريْن، يتوفَّق-مستقبَلًا- في قيادة الأمة العربية، نحو تحقيق الأمن و الرخاء و الاستقرار و الوحدة، في هذا العالم الذي لا يرحم ، والذي يحسب للقوة ألف حساب، و يدرك أن للعرب قوةً بشريةً و اقتصاديةً       و فكريةً لا يُستَهان بها، بشرط أن يتوحَّدُوا.
و في الختام، أذَكِّرُ مَن تربطنا بهم اُخُوَّةُ الإسلام – داخل الوطن العربيّ و خارجه – بأن اللغة العربية مُعِينة على تأدية شعائرهم الدينية- بل لاغِنًى عنها- فليعملوا على دعمها و نشرها و حمايتها و الدفاع عنها. و ليضعوا نُصْب أعينهم مقولة عبد الملك بن محمد بن إسماعيل، أبي منصور الثعالبي: "من أحبَّ الله تعالى أحبَّ رسوله محمدًا، صلى الله عليه و سلم، و من أحبَّ الرسول العربيّ أحبّ العربَ، و من  أحبّ العربَ، أحبّ العربية التي نزل بها أفضَلُ الكتب على أفضل العرب و العجم".

مقطع لحجار:المدينة التي لاتروض (رأي) محمد الحسن ولد الشيخ الغربي

ـــ للتواصل magtanews@gmail.com ــــ مقطع لحجارللأنباء ـــــــــــــــــــــــــــــــ مصداقيه الخبر ومراعاة الدقه ــــــــــــــــــــــــــــ

مقطع لحجار:المدينة التي لاتروض
صورة مضمّنة 1
محمد الحسن ولد الشيخ الغربي

لا يختلف اثنان علي الدور الذي لعبه ابناء مقطع لحجار في التاريخ السياسي  الموريتاني الحديث,حيث واكبوا البدايات الاولي لنشوء الدولة وانخرطوا في كافة والحركات الوطنية.فمن حركة القوميين العرب بداية الخمسينات والتي حاولت التصدي لمحاولة تغريب المجتمع وإبعاده عن محيطه العربي والإسلامي. لتتمايز فيما بعد لتشكل عدة تيارات قومية اخري مثل البعثتين والناصريين والذين تشبع بفكرهم العديد من اطر المقاطعة واتخذوا فيها مواقع قيادية هامة .
الي الحركة الوطنية الديمقراطية وهي النواة الاولي لما اصطلح عليه حركة الكادحين ويعتبر كل من محمدو الناج ولد محمد احمد والنائب المصطفي ولد بدر الدين ابرز موئسيها وهما ينحدران من هذه المقاطعة . خاضت مجمل هذه الحركات الي جانب الاسلاميين والذين كانوا مازالوا في طور التشكل والتأسيس. مناكفات سياسية غيبت الكثير منهم في غياهب السجون والمعتقلات.
واليوم تعد المقاطعة الحصن المنيع للمعارضة الذي بقي شامخا في وجه الترغيب تارة ,الترهيب و التهميش المقصود من قبل النظام تارة اخري,
غير ان هذا كله لم يثنهم علي الثبات والتمسك بقناعتهم وآراءهم السياسية حينما سطروا ملحمة مطلبية اسطورية بانتزاعهم لأبسط حقوقهم الانسانية في الحصول علي مياه صالحة للشرب حين حاول النظام المراوغة واللعب علي المواعيد الكاذبة فخرجوا في مظاهرات واعتصاما تحتى اجبروا النظام علىي الوفاء بتعهداته .حتى اصبحوا نموذجا في النضال السلمي لكل صاحب قضية مشروعة.
رغم ان البعض اراد حينها افشال تلك المساعي مقابل الحصول علي مكاسب سياسية هزيلة.
وبالعودة بالذاكرة الي الوراء قليلا وتحديدا 2007 حينما اتيحت لهم الفرصة في التعبير الحر والنزيه عن اراءهم ازاحوا رموزا كانت تتربع علي عرش السياسة المحلية لعدة سنوات. ومن المتوقع في الانتخابات المقبلة ان يتكرر نفس السيناريو خاصة مع تشرذم الحزب الحاكم الي عدة طوائف.ودخول المعارضة موحدة حسب الكثير من المراقبين.
وحينما زار ولد عبد العزيز المقاطعة في السنة الماضية تعالت صيحات الرفض والاستهجان لسياسته المعوجة والتي لم يكن حظ المدينة منها سوي مستشفي متهالك وبني تحية منعدمة وكأنها لا تنتمي الي وطن اسمه موريتانيا.
ويرجع هذا الرفض المتصاعد للنظام الي الوعي المتجذر في صفوف ابناء المقاطعة.والعقلية الجماعية التي لا تقبل الخضوع والاستكانة لغير خالقها,ولان الشباب هو الركيزة الاساسية لأي مجتمع يضطلع شباب مقطع لحجار بدور هام في تحسيس وتوعية المجتمع باعتباره صانع التغيير وصاحب الكلمة في أي استحقاق مقبل,متجاوزا بذلك الاطر التقليدية التي تحاول تمييعه وتحييده عن  الشان العام وجعله مجرد اداة سياسية تستخدمها كما تشاء,أفبعد هذا يمن علينا هذا الرئيس اوذاك؟

محمد الحسن ولد الشيخ الغربي
الهاتف 36660136