الثلاثاء، 23 يوليو 2013

بقلم: الناجي ولد بَلَّالْ- كاتب و مدون (منسقية المعارضة و المأزق الحَرِجْ ) (رأي)

ـــ للتواصل magtanews@gmail.com ــــ مقطع لحجارللأنباء ـــــــــــــــــــــــــــــــ مصداقيه الخبر ومراعاة الدقه ــــــــــــــــــــــــــــ 



منسقية المعارضة و المأزق الحَرِجْ :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: الناجي ولد بَلَّالْ- كاتب و مدون :

في أجواء الاستحقاقات الإنتخابية الوشيكة تُهدد منسقية المعارضة بمقاطعة المسار الإنتخابي بوصفه أجندة أحادية غير متفق عليها و تهدد كذلك بالإستمرار في رفع شعار الرحيل كورقتي ضغط للحصول على تنازلات من الطرف الآخر . وفي هذا مغالطة كبيرة و تضليل جوهري يستحق التوضيح , حيث تعود هذه المصطلحات لقاموس وأجواء ماقبل رئاسيات 2009 في زمن كانت الجبهة المعارضة آنذاك تستخدم ورقة الشرعية كقوة ضاغطة مع المجتمع الدولي و الهيئات المحلية التي لم تعترف بالنظام القائم آنذاك و بالتالي فإن قوة الأمر الواقع التي مثلتها الجهات الحاكمة كانت توازيها قوة هذا الوزن العظيم و تصب في اتجاه الحصول على تنازلات مؤلمة من جانب السلطات الجديدة مقابل الاعتراف الدولي و المحلي بشرعية ما بعد رئاسيات 2009 و اليوم تواجه المنسقية مشكلة جوهرية ألا وهي كيفية الحصول على ورقة ضغط لتعويض ورقة الشرعية الإنتخابية التي يتمتع بها النظام الجمهوري الحالي .
فلم نسمع أية جهة دولية - مهما كان ضعف حجمها - تتوعد بعدم الإعتراف بالمسار الإنتخابي القادم ، الذي سيقوم بالدعوة له رئيس شرعي منتخب لم تكتمل مؤموريته الدستورية بعدُ، و بالتالي فالقوم في ورطة حقيقية ، خصوصا إذا علمنا أن المرشح الفائز بالمرتبة الثانية في رئاسيات 2009 السيد مسعود ولد بلخير يُعارض شعار الرحيل جملة وتفصيلا .
يبقى أمام المنسقية خيار اللجوء إلى الشارع لتَهْيِيجِه ضد السلطة المنتخبة و محاولة إقناع السفارات الغربية بوجود أزمة سياسية طاحنة تستدعي عدم الإعتراف بالإنتخابات مالم يحصل توافق مع جميع الأطراف , ولكن هيهات فالشارع الذي أنهكته الدعوات العبثية المتكررة خلال العامين الماضيين من دون جدوى ، لن يكون ورقة ضغط تُذكر يتم انتزاع التنازلات السياسية عن طريقها , خصوصا إذا علمنا أن عودة الرئيس عزيز من مشفاه في باريس كانت ضربة قاسية لفرضية الرهان على الشارع بعد أن صارت ساحة ابن عباس فخر المنسقية مجرد نقطة ضئيلة في جنب ثور مقارنة بالحشود الهائلة الزاحفة من المطار إلى القصر الرئاسي .
ثم أن المقاطعة هي ظاهرة صحية في بعض الديمقراطيات العريقة و لا تُؤدي لعدم شرعية الإستحقاقات ، خصوصا إن كان الرئيس الذي وجه الدعوة منتخبا بطريقة شرعية ولم يقم بتمديد مؤموريته بشكل غير قانوني . فكم من مرة قررت معارضات أوروبية مقاطعة الإستحقاقات وفاز من فاز دون أن تحدث مشكلة في مسارها الديمقراطي .
ثم إن في خطاب المنسقية ما يدعوا للاستغراب فعلا , إذ كيف يُطالبون إلحاحاً بالشراكة في الحكومة طلبا للمساواة بين الأطراف السياسية ، وهم يعلمون أن الرئيس ووزيره الأول من الأغلبية الرئاسية الحالية وهما المنفذان المؤثران في الساحة السياسية حسب الدستور , إذ كان من الأجدر التركيز على تشكلة اللجنة المستقلة للإنتخابات لتكون توافقية بين جميع الأطراف بدل اعتماد حكومة توافقية من المعروف أن كلمتها النهائية حسب الصلاحيات الدستورية بيد رئيس الجمهورية .
فعلى الرئيس مسعود أن يتحمس أكثر لهذا الخيار بدل التركيز على تقاسم كعكة حكومة مؤقتة منزوعة الصلاحيات يقودها بقوة القانون رئيس منتخب هو سبب شكاوى المنسقية منذ أشهره الأولى في الحُكم .
مع أني أستطيع أن أُراهن على تفكك المنسقية بعد المُضي النهائي في طريق الإنتخابات إلى ثلاث معسكرات :
معسكر يرفض تماما المشاركة في الإنتخابات لتصوره أن ذلك سيضر مصداقيتها و آخر يُشارك بأقل الضمانات و أبسط التنازلات و ثالث يُشارك بلا قيد أو شرط حفاظا على وجوده خشية حدوث نزيف الانسحابات من كوادره الطامحين للحركية و دخول قبة البرلمان و كذلك للحصول على تمويل الحزب حسب قوانين المرحلة المُقبلة .

الخبير لغوي إسلمو ولد سيد أحمد "تفصيح العامية" الحلقه (3)

ـــ للتواصل magtanews@gmail.com ــــ مقطع لحجارللأنباء ـــــــــــــــــــــــــــــــ مصداقيه الخبر ومراعاة الدقه ــــــــــــــــــــــــــــ 


تفصيح العامية (3)
قد يرى بعضُهم أنّ كثيرا من الكلمات، الواردة في هذا البحث، هي كلمات عربية- لا غبارَ عليها- ومِن ثَمَّ فلا داعيَ لِذكرها، لكنّني ارتأيتُ أن أذكرَ نماذجَ منها لأنّنا، أو- بعض منّا على الأقل- نعتقد أنّها غيرُ عربية، أو ليست عربية فصيحة. وأعتقد أنّ هذه الكلماتِ "الحسّانيّةَ" التي يُظَنُّ أنّها غيرُ عربية، يمكن أن تفيدَنا- بعد  تقويم المعوجّ منها وصقلها والتأكّد من فصاحتها- في  إ ثراءِ المصطلحات العربية اللازمة للتعبير عن بعض المفاهيم الحديثة التي لا نجد ما نعبر به عنها في المادة  اللغوية المدرجة في المعاجم اللغوية العربية، المتوفرة في الوقت الراهن، مِمّا يجعلنا نلجأ إلى اللغات الأجنبية لدراسة العلوم العصرية، أو نلجأ إلى تعريب بعض المصطلحات، في حالة ما إذا ترجمنا هذه العلوم إلى اللغة العربية، وهي بذلك(أي: العامّيّة المُفَصَّحة) أفضل من تَعْرِيبِ المصطلحات الأجنبية (التعريب: نَقْلُ الكلمة بلفظها الأجنبيّ إلى اللغة العربية، بعد صبْغها بصبغة عربية. مع ملاحظة أنّ للتعريبِ مفهومًا عامًّا، هو: إِحْلَالُ اللغة العربية مَحَلَّ اللغة الأجنبية في التعليم والإدارة وسائر المرافق الحيوية في الأقطار العربية كافَّةً). فمَثَلًا: " فتكْ": فَتْقٌ: بُرُوز جزءٍ من الأمعاءِ من فتحة في جِدارِ البَطْنِ. ج. فُتُوق.(hernia  ، بالإنجليزية والإسبانية، hernie  باللغة الفرنسية)، أفضل بكثير من: هَرْنِيا، وهَرْنِي. وفي هذا مثال على ما يُقصَدُ بالتعريب، في مفهومه الضّيِّق. عِلْمًا بأن التعريب يختلف عن الترجمة التي هي نَقْلُ الكلام من لغة إلى أخرَى.  ثم إنّنا إذا تعودنا على التخاطب في ما بيننا ب "عامّيّة" مُفَصَّحَةٍ، سنصل بذلك إلى تقريب "العامّيّة" من الفصحَى، وهو الهدف الرئيس من هذا البحث، كما أشرت إلى ذلك آنفا.                                                                                                                      وأعود، بعد هذا التوضيح، إلى إعطاء نماذجَ أخرى من "الحسّانيّة"، مع محاولة إعادة المحرَّفِ منها إلى أصله الفصيح- إِنْ وُجِدَ- واقتراح (وضْع) بديل عربيّ فصيح (سليم) لِما لم أجد له أصلا عربيا فصيحا(ولا يعني ذلك-طبعا- أن الأصل العربيّ معدوم ).  وذلك على النحو الآتي:                                                                                                                              *" مَفْدُوعْ": أَفْدَعُ: فَدِعَ يَفْدَعُ فَدَعًا: كان به فَدَعٌ. يُقال: فَدِعَتْ قَدَمُه أو يَدُه. فهو أَفْدَعُ. وهي فَدْعَاءُ. و " الْفدْعْ": الفَدَعُ: عِوَجٌ في المَفاصِل كأنّها قد فارقت مَوَاضِعَها، وأكثر ما يكون في رُسْغ اليد أو القَدَم. * "يَجْلَخْ": اجْلَخَّ: ضَعُفَ وفتَرتْ عِظامُه فلا ينبعث.* "يَمْلَخْ": مَلَخَ فُلان: تَثَنَّى وتَكَسَّرَ. ومَلَخَ مَلْخًا: سارَ سَيْرًا شديدًا. و"يَجْلَخْ" و"يَمْلَخ’"، في "الحسّانيّة": يَظْلَعُ ويَعْرَجُ بِشِدّةٍ. * "الشَّايْلَه": الشائلة من النّوقِ: التي خَفَّ لَبنُها فارتَفَعَ ضرعُها بعد الوضْعِ أو الحَمْلِ. ج. شَوَائِلُ. وفي "الحَسّانيّة"، يُقصَدُ- مَجَازًا- ب "الشَّايْلَه": أيّ ناقة، أو بقرة، أو ‘ عنز، أو نعجة حَلُوبٍ (تُحْلَبُ). نقول: كم عند أهل فلان من "أَشْوَايَلْ" ؟، أي: التي تُعطي لَبَنًا في الوقت الذي نتحدّثُ فيهِ. * "أَمْعَسْرِ": أَعْسَرُ: عَسِرَ يَعْسَرَ عَسَرًا: إذا كان يعمل بشِمالِهِ. فهو أَعْسَرُ. وهي عَسْرَاءُ. ج. عُسْرٌ. * "أَفْجَحْ": أَفْحَجُ(حصَلَ تبادُلٌ بين الجيم والحاء): إذا كان متباعدَ ما بين الفَخِذيْنِ والقَدَمَيْنِ. وهذا التبادل بين الجيم والحاء، يشبه  التبادل بين النون والصاد في: "تَصَنَّتَ"، وتَنَصًّتَ (تَسَمَّعَ. وتَكَلَّفَ النَّصْتَ)، والثانية هي الفصيحة. * شخص "مَهْرُودْ" (براء مرقَّقَة): نَهِمٌ وشَرِهٌ: إذا كان حريصًا على الأكل. * شَخْص "لكمْتُ اكْبِيرَه" (بلام مغلَّظَة): هَبَلَّعٌ: إذا كان أَكولًا " مُكُوتْ" عَظِيمَ الّلقْمِ، واسِعَ الحُنْجُورِ (الحَنَجَرَة). * "إِحَلْكَمْ" (بلام مفخّمة): هِلْقَامَةٌ، و تِلْقَامَةٌ: إذا كان يأكل أكلَ الحوت الملتقِم. * "أَنْبَهْلَلْ": البُهْلُولُ: السَّيِّدُ الحَسَنُ البِشْرِ( البِشْرُ: طَلَاقَة الوجه). * "أَتْبَادِلْ لبْطُونْ": مِعْقَابٌ: إذا كانت تَلِد مرّةً ذَكَرا ومرّة أُنثَى. * "أَتَّوْمِ": مِتْآمٌ: إذا أتت بتوأميْنِ. * "هَجَّالَه" أو"صَايْبَه" أو " مَاهِ مزَّوْجَه"، بصفة عامّة: أَيِّم، وعَزَبَة، وأرْمَلَة( وهذه قد تعني كذلك المتوفَّى عنها زوجُها)، وفارغة. وكل ذلك: إذا كانت غيرَ ذات زوج.  ونظرا إلى أنّ الدلالة اللفظية ل "هَجَّالَه" قد توحي ب(هَجُول) التي هي المرأة البَغِيُّ، فإنه من الأفضل تحاشيها، حتى لا نظلم المرأة. علما بأنّ هذه الصفة "هَجَّاله" لا تقال إلّا في بعض الأوساط الاجتماعية غير المثقفة. * " بَايْرَه": عَانِسٌ: إذا بقيت في بيت أبَوَيْها غيرَ متزوجة.  ولعل الكلمة "الحَسّانيّة" مَأْخوذةٌ من: البَوَار: الأرض التي لم تُزرَع. وبَارَ الشيْءُ يَبُورُ بَوْرًا وبَوَارًا: كَسَدَ. فهو بَائِرٌ. * كَابظْهَا أَمَزْرُوكْ"(براء مرققة): مُمْصِلٌ: إذا كانت تُلْقِي ولدَها وهو مُضْغَةٌ. * "مَلْطَه": زَلَّاءُ: إذا لم تكن لها عَجِيزَة. عكس: وَرْكَاءُ: " بكْفَاهَا": إذا كانت عظيمةَ الوَرِكَيْنِ. * "أَلْسَانْهَا أطْوِيلْ": سَلِيطَةٌ: إذا كانت حَدِيدَةَ اللسانِ. ورَجُل سَلِيط: فصيح حديد اللسان. والسليط: الطويل اللسان. * "مَخْسُورتْ أَخْبَارْ" أو"حَوْبَارَه"، وهذه لا تتداول في الأوساط المحترمة (سُوقِيَّة)، بينما العبارة الأولى مُهذبة ودَالّة – في الوقت نفسِه-على أنّ المرأة غيرُ ملتزمة أخلاقيا: هَجُول، وهَلُوكٌ، و مُومِسَةٌ، وبَغِيٌّ، ومُسَافِحَةٌ: إذا كانت فاجرة متهالكة على الرجالِ. * "لحْنَشْ": الْحَنَشُ: حَيّة عظيمة سوداءُ ليست من ذوات السموم. ج. أحناش. و في " الحَسّانيّة"، نقول: " عَظُّ أَحْنَشْ" دون أن نفرِّقَ بين أنواع الحَيّات، مع أنّ الحنش: ما يُصادُ من الحَيّات الخالية من السموم. والحَيَّةُ: رتبة من الزّواحِفِ منها أنواع كثيرة، كالثعبان والأفعَى والصِّلِّ وغيرها. والصِّلُّ: من أخبث الحَيَّاتِ. يُقالُ: فلان صِلُّ أصْلَال: إذا كان داهيةً خَبِيثًا. * " الَّلفْعَه": الأَفعَى: التي لا تنفع معها رُقْيَةٌ (إلّا ما شاء الله) ولا تِرياق( الترياق: ما يمنع ميكانيكيأ  امتصاصَ السّم من المعدة أوالأمعاء). وهي رَقْشَاءُ (في لونها رُقْشَة، وهي اختلاط الألوان من كُدْرَة وسواد ونحوهما) دقيقة العُنُقِ عريضة الرأسِ. * "إِخَمْخَمْ":  يُخَمْخِمُ. والخَمْخَمَة: ضَرْبٌ من الأكلِ قبِيحٌ. ومنه: إكثار التخليط في المَآكِلِ. * "صَرَطَ" (في "الحسّانيّة": بَلَعَ). وفي الفصحى: سَرَطَ الفَالُوذَجَ: حَلْواءُ تُعمل من الدقيق والماء والعسل، وتُصنَع الآن من النَّشَا والماء والسكّر(المعجم الوسيط). ويقابلها: بَلَعَ  الطعام. لَعِق العسَل. جَرَعَ الماءَ. سَفَّ السَّوِيقَ( طعام يتخذ من مدقوق الحنطة والشعير). أخَذَ الدواء. حَسَا المَرَقَةَ (الجزء من المَرَقِ: الماء أُغلِي فيه اللحمُ فصار دَسِمًا). ومن الدقة، مراعاة هذه التعابير السياقية. * " بَصْبَصْ": بَصْبَصَ الكلبُ: حَرَّك ذَنَبَه طَمَعًا أو مَلَقًا. وبَصْبَصَ الرّجُلُ للمرأة: تَمَلَّقَها           وغازَلَها. * "أَتْبَخْطِيرْ": التَّبَخْتُرُ والاخْتِيالُ: مِشْيَةُ الرَّجُل المتكبِّرِ والمرأة المعجبة بجَمالها و كمالها. * " الرَّدِ" (براء مرققة): الرَّدَيَانُ والحَجَلَانُ: أن يرفع الغُلامُ(أو الفتاة) رِجْلًا ويمشي على أخرى يَلْعَبُ. رَدَى يَرْدِي رَدْيًا ورَدَيَانًا. * " أَتْمَايِيحْ": الحَيَكَانُ: مِشية يُحرِّك فيها الماشي أَلْيَتَيْهِ ومَنْكِبَيْهِ. تَحَايَكَ: جَاءَ يَتَحَايَكُ ويَتَحَيَّكُ: جاءَ يَحِيكُ، أي يَتَبَخْتَرُ. * "أَتْرَوْكِيلْ" (براء مرققة): الحَتْكُ والحَتَكَانُ. * "رَوْكَلْ" (براء مرققة): حَتَكَ يَحْتِكُ: قَارَبَ خَطْوَهُ في سرعة. * " احْكَمْ تِلْبِيبْتُه": لَبَّبَهُ: إذا جمع عليه ثوبه عند نحره، وقبض عليه بِحِدَّة وجَرَّه. ويقع ذلك عادة في الخصومة. * "بَطْحُه": بَطَحَهُ: إذا ألقاهُ على وجهه. * " انْبْطَحْ": انْبَطَحَ: استلقى على وجهه. * "التّنْخَامْ": التَّنَخُّمُ: الرَّمْيُ بالنُّخَامَةِ (ما يلفظه الإنسانُ من البلغم). * "اتْوَيْلِتْ": وَلْوَلَت المرأة وَلْوَلَةً و وَلْوَالًا: دعت بالوَيْل. وأعولتْ. والولولة: حكاية قول المرأة: وَا وَيْلَاه ! * "أَتْوَحْوِيحْ": الأَحِيحُ والأُحَاحُ: صوت يُخرِجه تَوَجُّعٌ أو غَمٌّ. والوَحْوَحَة: حِكاية صوت به بَحَحٌ. * "أدْحِيرْ": الزَّحِيرُ.  * "أَدْحَرْ": زَحَرَ يَزْحَر زَحِيرًا وزُحَارًا وزُحَارَةً: أخرج صوتَه أو نَفسَه بأنينٍ من عمل أوشِدّةٍ. * "اشْخَرْ": شَخَرَ يَشْخِرُ شَخْرًا، وشَخِيرًا: تَرَدَّدَ صوتُه في حلقه في غير كلام. * "انْخَرْ": نَخَرَ يَنْخِرُ نَخْرًا، ونَخِيرًا: صَوَّتَ بخياشيمه. فالنخير من الفم، والشخير من المِنْخَريْنِ. * "أطَّرْطِيكْ لَصْبَاعْ": التَّقْفِيعُ والفَرْقَعَة من الأصابع عند غَمْزِ(العصر باليد) المَفاصِلِ. * "أتْقَرْوِيطْ لمْصَارِينْ": القَرْقَرَة من الأمعاءِ. * "المصْرَانْ": المَصِيرُ: المِعَى. ويُجمَع المَصِير على مُصْرَان، ومَصارين. ويجمع المِعَى على أمعاء. * "أَتْشَنْشِينْ": النَّشْنَشَة: صَوْت المِقْلَى (المِقْلَى، والمِقلاة: ما يُقْلَى عليه). نَشْنَشَتِ القِدْرُ: صَوَّتَت بالغليانِ. * "تكْطَاعْ لَحْمْ الشَّاةْ": الْقَصْبُ: قَطْعُ القَصَّابِ(الجَزَّار) الشّاةَ عُضْوًا عُضْوًا.* أَشْمَالْ": الشِّمَالُ: كِيسٌ يُغَطّى به الضَّرعُ. * "لعْمِيتَه": العَمِيتَة: لِفافَة الصُّوفِ المستطيلة أو المستديرة. ج. عُمُتٌ، وأَعْمِتَةٌ. * "الثَّمْلَه"(بقية تخمة): الثَّمِيلَة: بقية الطعام والشراب في الجوف(البطن). * "هَرْدتْ لُوذنْ": الخُرْبَة: الثُّقبة الواسعة المستديرة. يقال: في أُذنه خُرْبَةٌ. * "أَنْزَزْ لحْصِيرَه": رَمَلَ الحَصِيرَ. * "أَظْفَرْ الرَّاصْ": ضَفَرَ الشَّعْرَ. الشعْر: زوائد خيطية تظهر على جلد الإنسان وغيره من الثدييات، ويقابله الريش في الطيور، والحراشيف في الزواحف، والقشور في الأسماك. الواحدة: شَعَرَة. ج. أشعار، وشُعور. * "أَفْتلْ لحْبَلْ": فَتَلَ الحَبْلَ. * "خَيَّط": خَاطَ. خَاطَ الثوبَ خَيْطًا، وخِياطةً: ضَمَّ بعضَ أجزائه إلى بعْضٍ بالخَيْطِ. * "أَصْرَارْ": الصِّرَارُ: خَيْطٌ يُشَدُّ فوق الضَّرْع ليلا يرضعه الولد(لضرع الشاة والناقة). * "أَعْصَابتْ الرَّاصْ": العِصَابَة للرأسِ. والنِّطَاقُ للخَصْرِ(يُشَدُّ به الوسط) . والإِزَارُ لِما تحتَ السُّرَّةِ. وينبغي الالتزام بهذه التعابير السّياقية الدقيقة. * "أَلْبَاسْ أَمْزَرْكَكْ" (بزاي مفخّمة): ثَوْبٌ شَفٌّ: إذا كان رقيقا، يُسْتَشَفُّ منه ما وراءَه. * "أُسَادتْ الرَّاصْ": الوِسَادَة، والوِسَادُ: المِخَدَّةُ، والمِصْدَغَة(وعلاقة الاثنتين الأخيرتين بالخَدِّ والصُّدْغِ واضحة، مِمّا يجعلهما للرأس خاصّةً). * "الزُّبْرَه" (بزاي مفخَّمة): السَّنْدان. بينما "الْمِعْوَنْ": المِطْرَقَة ، والمِطْرَق: آلة من حديد ونحوه يطرق بها الحديدُ ونحوه من المعادن. وزُبْرَة الحديد: القطعة الضخمة منه. وفي التنزيل العزيز: "آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ".ج. زُبَر. والسَّنْدَانُ: ما يَطْرُقُ الحَدَّادُ عليه الحديدَ. ويُقال: (هو بين المِطرقة والسَّندان): بين أَمْرَيْنِ كلاهُما شَرٌّ. * "لخْزَامَه": الخِزَامَة: حَلْقَة من الشَّعر، توضع في ثقب أنف البعير، يُشدّ بها الزمامُ. * "أَرْشَه": الرِّشَاءُ: حبل الدّلوِ ونحوها.ج. أَرْشِيَةٌ. * لكْتَافْ": الْكِتَافُ: الحبل يُكَتَّفُ به الأسِيرُ وغيره. ج. أَكْتِفَةٌ، وكُتُفٌ. * "الْعكّه": العُكَّةُ: زِقٌّ(وِعاء من جِلد) صغير للسَّمْنِ. ج. عُكَكٌ، وعِكَاك. يُقابلها، السِّقَاءُ والقِرْبَة للماءِ. * "الْمزْودْ": المِزْوَدُ: وِعَاءُ الزَّادِ. ج. مَزَاوِدُ. * "أَزْرِيكْ": المَذْقُ: مَذَقَ اللبَنَ والشرابَ بالماءِ يَمْذُقه مَذْقًا: مَزَجَه وخَلَطَه. فهو مَمْذوق، ومَذِيق. * "الصَّرْبَه": الَّلبَأُ: أَوَّلُ اللبَنِ عند الوِلادَةِ قبل أن يرقّ. ج. أَلْباء. * "تكْرَانْ أسْحَابْ": أَثْجَمَ المَطَرُ، وأَغْبَطَ، وأَدْجَنَ: إذا دامَ أيّامًا لَا يُقْلِعُ. * "تبْكَاعْ أسْحَابْ": النُّفْضَةُ: المَطْرَة إذا أصابت القطعةَ من الأرض وأخطأت الأخرى. * "تكْطَاعْ أسْحَابْ": الشَّآبِيبُ: إذا جاء المَطرُ دَفَعاتٍ. الشُّؤْبُوبُ: الدُّفْعَة من المطر. ج. شَآبِيبُ. * "النّكَّيْعَه": الثَّغَبُ: إذا كان الماء مُسْتَنقِعًا في حفرة أو نُقْرَةٍ. والثَّغَبُ: الغدير في ظل جَبَلٍ. ج. أَثْغاب، وثُغْبان. * "النَّبْكَه": النَّبْكَةُ: أرض فيها صعود وهبوط . ج. نَبَكٌ، ونَبْكٌ، ونِباك. وهي أصغر ما ارتفع من الأرض،  والرَّابِيّة أعلى منها، ثم الأَكَمة(التَّلُّ)، ثم الهَضْبَة(الجبل المنبسط على الأرض)، إلخ. * "السَّافِ": السَّافِيَّاءُ: الغُبَارُ. ورِيحٌ تحمل تُرَابًا كثيرًا. * "لعْجَاجْ": العَجَاجُ: الغُبَارُ الذي تُثيرُه الرِّيحُ. فالسافياء والعجاج، متقاربان في المعنى. * "الْبُوتِيكْ" (boutique): حَانُوت (ج. حَوانِيتُ)، ودُكَّان(ج. دَكاكينُ): مَتْجَر(مكان للشراء والبيع). * "المِهْرأزْ": المِهْرَاسُ: الهاوُنُ ونحوُه من آلات الهَرْسِ( الهرس: دَقُّ الشيء دقا شديدا). والخشبة التي يُدق بها الحَبُّ. ج. مَهاريس. * "اسْتَجْمَرْ": اسْتَجْمَرَ الرَّجُلُ: اسْتَنْجَى بالجِمَارِ. والاسْتِنجاءُ: مَسْحُ النَّجَسِ للتَّخَلُّصِ من الأذى. والحجر الذي يستعمل في الاستنجاء: النّبْلَة. واسْتَجْمَرَ الحُجّاجُ: رَمَوا بالجِمارِ في مِنًى. والجِمارُ واحدها: جَمْرَة. * "أمْنَاصِبْ الصَّابْرَه أو الْكدْرَه": الأَثَافِي. واحِدتُها: أُثْفِيَّةٌ، وهي: أحد أحجار ثلاثة توضع عليها القِدْرُ. ج. أَثَافِيُّ، وأَثَافٍ. وثالثة الأثافي: حرف الجبل يجعل إلى جنبه أُثْفيّتانِ. ويقال: رماه بثالثة الأثافي: بداهية كالجبل. * "الصَّفْيَه": الصّفاة:  الحجر العريض الأملس. والصخرة الشديدة. ج. صَفًا.
 

الجمعة، 19 يوليو 2013

الأستاذ الخبير لغوي إسلمو ولد سيد أحمد تفصيح العامية الحلقه (2)

ـــ للتواصل magtanews@gmail.com ــــ مقطع لحجارللأنباء ـــــــــــــــــــــــــــــــ مصداقيه الخبر ومراعاة الدقه ــــــــــــــــــــــــــــ 




تفصيح العامية (2)
إنّ معظم الكلمات " الحَسَّانِيَّةِ" عبارة عن كلمات عربية مُحرَّفَةٍ- أحيانًا- تحريفا  خفيفا، لفظيا  أو بنيويا أو هما معًا.  من ذلك: استِبْدالُ حَرْفٍ بِحَرْفٍ، نحو: * " لَبْهَكْ" (تُنطَق الكاف جيمًا قاهريةً، علمًا بأنّ الكلمات الحسّانية ترد في البحث موضوعةً بين مُزْدَوِجَتَيْنِ) : البَهَقُ: بياض يعتري الجِلدَ، يخالِف لونَه وليس من البَرَص. استُبدِلتْ  الكافُ بالقافِ( علمًا بِأنّ الباءَ تَقعُ معَ المَتْرُوكِ). * "الْمُكّْ": المَأْق، والمَاق. ج.آمَاق، وأَمْآق. والمُؤْق، والمُوق. ج. آمَاق، وأَمْوَاق: طَرَف العَيْنِ مِمّا يلي الأَنْف، وهو مَجْرَى الدّمْعِ. وتُشبِهُ هذه الظاهرة ما يحدث في " العامّيّة" المِصرية  من استبدال الهمزة بالقاف في بعض الأحيان. وعلينا أن ننتبهَ لأنّ هذا التبادل غير مطّرِدٍ، وأهل " العامّيّة" يعرفون ذلك بالسَّلِيقةِ. إنّ المصريين- على سبيل المثال-  عندما ينطقون – ب"العامّيّة- اسمَ عاصمتهم(القاهرة)، ينطقون القافَ كما تُنطَق في الفصحى(لا ينطقونها: الْآهِرَة)، مِمّا يعني أنّ ظاهرة التبادل هذه ليستْ قاعدة مطلقة، لكنها كثيرة الحدوث. وكذلك الموريتانيون، فهم لا يستبدلون دائمًا الكاف(المنطوقة جيما قاهرية) بالقاف(لا يقولون- مَثَلًا- الكُرْآن بَدَلًا من القرآن). ويمكن أن نستنتج من ذلك أنّ "العامّيّة" تخضع ل"قانون" الاستعمال، وليس لِقواعِدَ ثابتةٍ. ومن الكلمات التي يحدث فيها هذا النوع من التبادل: * "الكادُومْ"ا: القَدُومُ: آلة للنّجْرِ والنّحْتِ. ج. قَدائم، وقُدُم. * "لَكْرَعْ": القَرَعُ. والفرق بين القرع والصلَعِ أنّ القرعَ: ذهابُ البَشَرَةِ، والصلَعَ: ذهابُ الشعَرِ منها. * "لَعْكَ": عِقْيُ الصَّبِيِّ: يُقابِلُهُ: خُرْءُ (عَذِرَة) الإنسانِ. بَعْرُ البَعِيرِ. رَوْثُ الدّابَّةِ، إلخ. * " السّارِكْ": السّارِقُ: الذي يسرق المَتاعَ من الأَحْرَازِ( ج. حِرْز: المكانُ الحَصِينُ المَنِيعُ يلجأ إليه، وهو أيضا الوِعاءُ الحصين يُحفَظ فيهِ الشيءُ)، فإذا كان يقع على القَوَافِلِ، فهو: لِصٌّ.* "الكيْدْ": القَيْدُ: حَبْلٌ ونحوه يُجعَل في رِجْلِ الدّابّةِ وغيرها فيمسكها. ج. أَقْيَاد، وقُيُود.* "أَشْرِكْ": شَرِقَ بالماءِ. جَرِصَ بالرّيِقِ. غُصَّ بالطّعَامِ. شَجِيَ بالعَظمِ. (وهذه التعابير السياقية تدل على دقة الفصحى) * "الْكرْبَه": القِرْبَةُ: ظَرْفٌ مِن جِلْد يُخرَز من جانب واحد، وتُستعمَل لحِفظِ الماء أو اللبَنِ ونحوهما. * "أَرْبَاطْ الكرْبَه": الوِكَاءُ لِلْقِرْبَةِ. والمِحْزَمُ لِلْحُزْمَةِ. والحِزَامُ لِلسَّرْجِ.* "لَعْكَالْ" (بلام مفخَّمة): العِقَالُ: الحَبْلُ تشد  بِه ركْبَة  البعِير. * أرْبك": الرِّبْقُ: حَبْلٌ ذُو عُرًى أو حَلَقَة لِربْطِ الدّوابّ. ج. أرْبَاق، ورٍباق. * لَبْرَكْ": البَرْقُ: الضوء يلمع في السماء على إثر انفجار كهربائيّ في السحابِ.*"لَكْلِيَّه": القَلِيَّةُ( أصلها فارسيّ): ما يُقلَى مِن الطعام ونحوه.* " الفُتْكْ": الفَتْقُ: أن يكون في الرَّجُلِ نتوءٌ في مَرَاقِّ البَطْنِ، فإذا هو استلقى وغَمَزَهُ إلى داخِلٍ غَابَ، وإذا استوَى عَادَ.* لَعْرَكْ": العَرَقُ: ما رَشَحَ من مسامّ الجِلد من غُدَدٍ خاصّة.* حَبْ لَعْرَكْ": الْحَصَفُ: بُثُورٌ تَثُورُ من كثرة العَرَقِ.  * " التُّورْكِيتْ": التَّرْقُوَةُ: عَظَمة مشرفة بين ثغرة النحر والعاتق. ج. تَرَاقٍ. * "آبْزاكْ": البُصَاقُ، و البُزَاقُ: الرِّيقُ إذا لُفِظَ.  * "لَحْرِيكَه": الحَرِيقُ: اضطرام النار وتَحَرُّقُهَا. واللهَبُ. والحَرِيقة: الحَرارَة. * "الْحِكّْ": الحِقُّ من الإِبِلِ: ما دخل في السنة الرابعة. * "الْحَلْكُ" (بلام مفخَّمة): الحَلْقُ: مَسَاغُ الطعام والشراب إلى المريء. ج. أحْلاق، وحُلُوق، وحُلُق. * "أُجِيعْ الحلك": الحُلَاقُ: وَجَعُ الحلق. * "الْكَنْفُودْ": القُنْفُذُ: دُويْبَّة من الثدييات ذات شوك حادّ، يلتفّ فيصير كالكرة، وبذلك يقي نفسه من خطر الاعتداء عليه. ج. قنافذ. * "الكصْعَه": القَصْعَةُ: الجَفْنَةُ. استبدال الظاء بالضاد، نحو: * "أَبْيَظ ": أبْيَض. * "البَيْظْ ": البَيْض. * "لَرْظَه": الأَرَضَة: دُوَّيْبَّة بيضاءُ تشبه النَّمْلة. ودُودَة تأكل الخشبَ ونحوه.ج. أَرَضٌ. * "أنخِيظْ": المَخْضُ: تحريك اللبَنِ لا ستخراجِ زُبْدِهِ. * اَلْبَنْ مَنْخُوظْ": لَبَنٌ مَخِيضٌ: إِذا مُخِضَ واستُخرِجتْ منه الزُّبْدَةُ. * "أَلْبَنْ خَاسِرْ": مُمْذقِرٌّ: إذا انْقَطَعَ وصَارَ اللبَنُ، ناحِيةً والماءُ ناحِيةً. * إِمِزِّيكْ": الرَّثِيئَةُ، والمُرِضَّة: إذا صُبَّ الحَلِيبُ على الحَامِضِ.* " ألْبَنْ الحَجْرَه": الْوَغِيرُ: إذا سُخِّنُ بالحِجارَةِ المُحَمَّاةِ. * "المخْوَاظْ": المِخَوَضُ: آلة لخلط الشرابِ وتحريكِه (مع العلم أنّ اسم الآلة يُصاغُ أيضًا على وزن: مِفْعَال، كما ورد في "الحسّانيّة").  استبدال الطاء بالظاء( وهو قليل، بل نادر)، نحو: * "يَتْلَمَّطْ": يَتَلَمَّظُ. تَلَمَّظَ: تَذَوَّقَ. والتّلَمُّظُ: تحريك اللسانِ والشفَتَيْنِ بعد الأكلِ، كأنّه يتتبَّعُ بلسانهِ ما بقي بين أسنانهِ.  حدوث تبادُلٍ بين نطق القاف والغين، حسَب بعض المناطق الموريتانية،  وحسَب المستويات الثقافية للمتكلمين، نحو:  * "دَمْقُه ": دَمَغَ فلانا: شَجَّهُ حتّى بلغت الشجّةُ دِماغَه.  وهكذا، فإنّ من يقول: " دَمْغه" بالغين يُعتبَر أفصح. ويُقَاسُ على ذلك ما قد يَرِدُ من هذا النوع.  نقول في "الحسّانيّة": "دمقه"، و "دَارْ فِيهْ جَايْفَه"، و "دَارْ فِيهْ مُنَقلَه"، إلخ. وفي الفصحى: الدَّامِغَة"الدَّمْغَه أو الدَّمْقَه": إذا بلغت الشجَّة أُمَّ الرأسِ حتى يبقى بينها وبين الدماغِ جِلْد رقيق. والجَائِفَة: إذا وصلت إلى جَوِفِ الدماغِ. و المُنَقِّلَة: إذا نَقَلَت العِظامَ من مكان الشجّةِ. * "القَارِبْ": الغَارِبُ: أَعْلَى الظَّهْرِ. * "قَيْدَهْ": غَيْدَاءُ، وغَادَةٌ: إذا كانت المرأة مُتَثَنّْيَّةً مِن اللينِ والنَّعْمَةِ. *"أَتْقَمْقِيمْ": التَّغَمْغُمُ: الصوت بالكلام الذي لا يُبَيَّنُ. * "أفْلَقْ الرَّاصْ": فَلَغَ الرَّأْسَ. بَعَجَ البَطْنَ. شَقَّ الجَيْبَ. هَتَكَ السِّتْرَ. فَصَدَ العِرْقَ. فَلَحَ الأَرْضَ(شَقها للفلاحة). وتقتضي الدقة، مراعاة هذه التعابير السياقية. * "لَقْدِيرْ": الغَدِيرُ: قِطْعَة غَادَرَها السيْلُ. * "أَرْسقْ": الرُّسْغ: المَفْصِلُ ما بين السّاعدِ والكَفِّ. ج. أرْسَاغ، و أرْسُغ. * "أَنْبقَرْ": بَغِرَ: عَطشَ فلَم يُرْوِه الماء. والبَغْرَة: قوة الماء. والبَغَرُ: داءٌ يشتدّ معه العطش، فلا يخففه الماء("بُوعطَّيْشْ" في الحسّانيّة).  وجاء في "اللسان العربيّ"، البَغَر: كثرة الماء يسقاها الرجُل أو البعير من غير رِيٍّ، فيتحول الماء هذا إلى داءٍ. * "لَقْرَامَه" (براء مُرقَّقَة): الغَرَامَة: ما يلزم أداؤُهُ تأْدِيبًا أو تَعْوِيضًا. و الحَمَالُ: الدِّيَّة أو الغرامة يحملها قومٌ عن قوْمٍ. * "أَدَّقْفِيكْ": الدَّغْفَقُ: الماء المصبوب. دَغْفَقَ المَطَرُ: اشتَدَّ في بُدَاءَته. ودَغْفَقَ الماءَ: صَبَّهُ صَبًّا كثيرًا.* "القَلَسْ": الغَلَسُ والغَبَشُ: آخِر ظلمة الليلِ.
وبعد هذه النماذج من الكلمات "الحَسّانيّة" التي يحدث فيها تبادُل بين حرف وحرف، كما لاحظنا ذلك بين: الكاف(المنطوقة جيمًا قاهريّةً) والقاف. وبين:الظاء والضاد. وبين: الطاء والظاء(وهو نادر). وبين: القاف والغين، سنَشرَعُ الآن في سَرْدِ نماذِجَ متنوعة من الكلمات والعبارات "الحسّانيّة" وما يناظرها في اللغة العربية الفصيحة( السليمة)، دون مراعاة لأيّ ترتيب أو تصنيف، حسَب حقول دلالية محدَّدَة. وذلك على النحو الآتي:
*"الحَلْمَه":  الحَلَمَة (بفتح اللام) : القُرَادُ العظيم. والقُرَادَة الضخمة أو الصغيرة. و ما برز من رأسِ الثدْي، ومنها يخرج اللبَنُ. *" أَجّخْدبْ": الجُخْدُبُ: الجُنْدُب الضخْمُ. وهو نوع من الجراد يَصِرُّ ويقفز ويطير.ج.جَنَادِبُ * "قَارْزَه": ناقة غَرُوزٌ: قليلة اللبَنِ. * "الشَّنَّه": الشَّنَّةُ والشَّنُّ: القِرْبَةُ الخَلَقُ(البالية) يكون الماء فيها أبردَ من غيرها. ج. شِنَانٌ.* "عَرْيَانْ": عُرْيَانٌ (بضم العين)، من الثياب. * "حَفْيَانْ": حَافٍ من النعْلِ والخُفِّ. ج. حُفَاةٌ. وهي حافية. ج. حَوَافٍ. * "أَكْرَطْ البِيرْ": نَزَفَ البِئْرَ: إذا استخرج ماءَها كلَّه. * "عَظّتْ العَكْرَبْ": لَسْعَةُ العَقْرَبِ. كل ضاربٍ بمُؤخِّره، يَلْسَعُ كالعقرب. وكلّ ضارب بفمه ، يَلْدَغُ كالحيَّةِ. وكل قابض بأسنانه، يَنْهَشُ كالسِّباعِ. وبالنسبة إلى الإنسان، عَضَّهُ، وبِهِ، وعليه يَعَضّه عَضًّا وعَضِيضًا: أمسكه بأسنانه. وفي الحديث الشريف: "عليكم بِسُنَّتي وسنَّة الخلفاءِ من بعدي، عَضُّوا عليها بالنَّواجِذِ". النَّاجِذُ: الضِّرْسُ(السِّنُّ الطّاحِنَة). ج. نَوَاجِذ. * "الرِّيمْ" وتُجمَع على"أَرْيَامْ": الرِّيمُ، والرِّئْمُ: الظبْيُ الخالص البَياضِ. ج. أَرْآم، وآرام. ويُقصَد بهذا اللفظ- مَجَازًا- في "الحسّانيّة": الغَيْدَاءُ أو المرءة المحبوبة، بصفة عامّة. وجاء في معلّقة امرئ القيْس: " تَرَى بَعَرَ الأَرْآمِ فِي عَرَصَاتِهَا * وَقِيْعَانِهَا كَأَنَّهُ حَبّ فُلْفُلِ". البَعَر: رَجِيع ذوات الخُفّ وذوات الظِّلْف، إلّا البقر الأهليّ. والعَرْصَة: البقعة الواسعة بين الدُّور لا بناءَ فيها. ج. عراصٌ، وعَرَصاتٌ. وفي "الحسّانيّة"، "الْعَرْصَه": رائحة رَجِيع البهائم، وبصفة خاصّة: رائحة البَعَر. نقول: هذا الشئء تُشمّ فيه رائحة العرصة. وقد نقول: "طِعْمتُ العرصه" : طعم العرصة. ومكان العرصة- في الحسّانيّة- هو: "لَمْرَاحْ"، بصفة عامّة، وللغنم والإبل خاصة. وفي الفصحَى، تُوجَد تعابير سياقية دقيقة، في هذا المجال، نحو: مَرَاح الإبِل.  اصْطَبْل الدّوابّ. زَرْب الغَنَم. عَرِين الأسَد. وِجار الذئب والضبُع. عُش الطيْر. قَرْية النّمْل. خلية النّحْل. جُحْر الضبّ والحيّة، إلخ.          * "الْهَمْلَه": هَمَلَت الإبِلُ هَمْلًا: سَرَحَت بغير راعٍ. فالبعير هَامِلٌ. ج. هُمَّل، وهُمّال. والنّاقة هامِلة. ج. هَوامِل. ويُطلَق الوصف- مَجازًا-  في "الحسّانيّة" على الشخص (الطفل خاصة) المتمرد على رعاية أهله، تشبيهًا له بالبعير الذي لا راعيَ لَه. *  "أَشْبرْ": الشِّبْرُ: ما بين طَرَف الخِنْصر إلى طَرَف الإبْهام وطَرَف السَّبَّابَة. * "أَرْكَطْ"(تنطق الكاف جيمًا قاهرية): رَقِطَ: كان به رُقْطَةٌ. فهو أَرْقَطُ. وهي رَقْطَاءُ.ج. رُقْطٌ. والرُّقْطَة: لون مؤلَّف من بياض وسَواد، أو من حُمْرة وصُفْرة وغيرهما. نقول في "الحسّانيّة"- على سبيل المثال- "عَنْزْ رَكْطَه"، وفي الفصحَى: عَنْزٌ رَقْطَاءُ. العنز: الأُنثَى من المَعْزِ والظباءِ. * "أَبْرَشْ": بَرِشَ يَبْرَش بَرَشًا، وبُرْشَة: اختلف لونُه فكانت فيه نقطةٌ حمراءُ، وأُخرى سوداءُ أو غبراءُ أو نحو ذلك. فهو أَبْرَشُ. وهي بَرْشَاءُ. ج. بُرْشٌ. ونقول، في "الحسّانيّة": "عَنْزْ بَرْشَه"، والفصيح: عَنْزٌ بَرْشَاءُ، كما رأينا. مع ملاحظة أنّ "العامّيّة" والفصحَى، اتّفقتا في صفة المذكَّر (أَبْرَش). * "أَدْخَنْ": دَخِنَ الشيءُ دَخَنًا، ودُخْنَةً: صار لونُه كلونِ الدّخانِ. فهو أَدْخَنُ، وهي دَخْنَاءُ.ج. دُخْنٌ. (في "الحسّانيّة" وهي "دَخْنَه"). * "أَكَرْدُوسْ": الكُرْدُوسُ: كل عظم تامٍّ ضخم. ورأس العظم ذي المخّ. وكل عظمين التقيا في مَفْصِل، نحوالرُّكْبَتَيْنِ والمنكبيْنِ والوَرِكين.ج. كَرَادِيسُ. * "إِمشَّاشْ": المُشَاشُ: العظم لا مُخَّ فيه. والمُشاشَة: رأس العظم الليّن يمكن مضغُه.ج. مُشَاشٌ. وأَمَشَّ العظمُ: صار فيه ما يُمَشُّ. ونقول، في "الحسّانيّة " مَشَّشْ العظم"، وهي كلمة فصيحة. * "الكرَكْرَه"(براء مرقَّقة): الكِرْكِرَةُ: الصّدْر من كل ذي خُفٍّ. يُقالُ: برك البعير على كِرْكِرَتِهِ. * "أَسْبَ": السَّابِيَاءُ: المَشِيمَة التي تخرج مع الولد. * "أَسْلَ":  السَّلَى و الحِوَلَاءُ. والحِوَلَاءُ للنّاقةِ: كالمشيمة للمرأة. والسّلى: غشاء رقيق يُحيط بالجنين ويخرج معه من بطن أمّه. وسَلّى الشاة ونحوها: نزع سَلاها. * "لعْرَاف" (براء مرقَّقة): الرُّعَافُ: الدَّمُ يخرجُ من الأَنْفِ. * "آصْنَانْ": الصُّنَانُ: النَّتَنُ. والرِّيح الكريهة. ورائحة الإِبْطِ. يقال، في "الحسّانية"- مثلًا- "آصْنَانْ العَتْرُوسْ": صُنَانُ التَّيْسِ. والتيس: الذكر من المَعْزِ والظِّباءِ و الوعولِ إذا أتى عليه حَوْلٌ. ج. تُيُوسٌ، و أَتْياسٌ، و أَتْيُسٌ، وتِيَسَةٌ. *  "أَشْوَاطْ"و"أَشْيَاطْ":  شَاطَ يَشِيطُ شَيْطًا، وشِيَاطَةً: قارب الاحتراق كلُّه أو بعضُه. يقال: شاط الطعام: احترق بعضُه. وشاطت القِدْرُ ونحوها: لَصِقَ بأسفلِها جزء محترق مِمّا طُبِخ فيها. والشِّيَاطُ: رِيحُ قطنة أو خِرْقة مُحتَرِقة. وهو أيضًا إحراق صوف الغنم لتنظيفه، وتدخين اللحم المشْوِيِّ دون إنضاجه. يُقال، في "الحسّانيّة": "شَوَّطْ اللحم"، بمعنى: شَوَاهُ شَيًّا خفيفًا سريعا. *"لَكْرَاطَه": الكُدَادَةُ، : ما يلتزق بأسفل القدر بعد الغرف منها. * "فلان كابظْتُ الغُولَه"( يأكل باستمرار ولا يشعر بالشبع): يعبَّر عن هذه الظاهرة- في الفصحى- بالشهوة الكلبيّة. * " بُوصفَّيْرْ": اليَرَقَانُ: وهو أن يصفرّ عَيْنَا الإنسانِ ولونُه. * "بَوْلْ الفارسِيَّه": النَّارُ الفَارِسِيَّةُ، وهي نُفَّاخَاتٌ ممتلئة ماءً رقِيقًا تخرج بعد حِكَّةٍ ولَهَبٍ. * "حمَّتْ لعْرَكْ": الرَّحَضَاءُ: الحُمَّى إذا أَعْرَقَتْ. * " حُمّـتْ التناوبْ": الْغِبُّ: إذا كانت تَنُوبُ يومًا، ويومًا لا. والرّبْعُ: إذا كانت تنوب يوما، ويوميْن لا، ثم تعود في اليوم الرابع. * "كَبْظُ شَيْنْ لَخْلَاكْ": غَثِيَتْ نَفْسُهُ: أي خَبُثَتْ واضطربتْ حتى تكاد تتقيّأ. * "أَرْكَدْ أَكْرَاعُ": خَدِرَتْ رِجْلُهُ. * "أَبْدَنتُ أو فيه دَنَّه": أَدَنُّ: إذا كان منحني الظَّهْرِ. وهي دَنَّاءُ. ج. دُنٌّ. * "أَكْعَسْ": قَعِسَ يَفعَس قَعَسًا: خرج صدرُه ودخل ظهرُه خِلْقَةً. فهو أَقْعَسُ. وهي قَعْسَاءُ. ج. قُعْسٌ. * "بقْنَاقْنُه أو بغْنَاغْنُه": أَغَنُّ: إذا كان يتكلم من قِبَلِ خَيْشُومِه. وهي غَنَّاءُ.

 

الجمعة، 12 يوليو 2013

فتحت مقطع لحجار لأنباء أستفتاء حول الأداء للمنتخبين في المقاطعه

ـــ للتواصل magtanews@gmail.com ــــ مقطع لحجارللأنباء ـــــــــــــــــــــــــــــــ مصداقيه الخبر ومراعاة الدقه ــــــــــــــــــــــــــــ

 أولا بعد ثلاثة شهور من أنطلاق مقطع لحجار للأنباء سجلت والحمد الله أكثر من 10,110 من المشاهدين
ونقد الشكر لكل المتصفحين














تواصل مقطع لحجار للأنباء  أستفتاءها حول أداء المنتخبين المحليين للمقاطعه وسيستمتمر هذا الأستفاء لمدة قليله ونرجو مشاركة الجميع معنا في هذا الأستفتاء الحر ولذي يشارك فيه  أبناء المقاطعه علي الزاويه المحدد للأستفاء بالتصويت الحر وهو كا التالي
ممتاز 3 أصوات نسبة 11%
جيد 3 أصوات نسبة11%
ضعيف 4 أصوات نسبة 14%
سيئ 17 صوت نسبة 62%
وننتظــــــــــــــــر مشاركة الجميع في المقاطعه


الدكتور إسلمو ولد سيدي أحمد ( تَفْصِيحُ العَامِّيَّةِ (1)) _ الإبداع للغوي الجديد من خبير اللغه

ـــ للتواصل magtanews@gmail.com ــــ مقطع لحجارللأنباء ـــــــــــــــــــــــــــــــ مصداقيه الخبر ومراعاة الدقه ــــــــــــــــــــــــــــ
شكرا لدكتور من فريق عمل مقطع لحجار للأنباء ونتشرف بنشر سلسلته الجديده وهذه الحلقه الأولي من  المجموعه الرائعه الجديده ولتي تحت عنوان (تَفْصِيحُ العَامِّيَّةِ (1))  نرجو أن يستفيد الجميع وسننشر لكم البقيه حال ورودها عبر بريدنا



إسلمو ولد سيدي أحمد         
تَفْصِيحُ العَامِّيَّةِ (1)
الفَصاحة: البَيانُ، وسلامة الألفاظِ مِن الإبهامِ وسُوءِ التأليفِ. والعَامِّيُّ: المنسوبُ إلى العَامَّةِ. والعامِّيُّ من الكلام: ما نَطَق به العامَّةُ على غير سَنَنِ الكلام العربيِّ.
وتُعَدّ العامِّيَّاتُ العربيةُ أَحَدَ مستويات اللغة العربية، وهي بذلك ليست لغاتٍ مستقلةً عن العربية الفصحى، ولا يمكن – بأيّ حال من الأحوالِ - استبدالُ الأولى بالثانية. وسيتّضِحُ ذلك-بإذن الله- من خلالِ هذا البحثِ الذي اخترتُ له العنوان، المُشارَ إليه، مع أنني سأتحدث فيه– بصفة أساسية- عن العامية الموريتانية"الحَسَّا نِيَّة". وذلك بحكم أنني أعرفها أكثر من غيرها من "العاميات" العربية الأخرى. ولعل غيري، من مواطنِي الأقطار العربية الأخرى، يقوم بمحاولة مشابهة، لجرد المتداول من الألفاظ العامة في البلدان العربية كافَّةً. فأهل مكة أدرى بشِعابِها. ولمَجْمَعَي القاهرة وعَمّان تجربة في هذا المجال سأتحدث عنها لاحقًا.
يهدف هذا البحث إلى تقريب "الحَسَّانِيَّةِ" من العربية الفصحى، بالرفع من مستوى الأولى، وليس العكس الذي يقتضي النزول بمستوى الثانية(الفصحى) إلى مستوى الأولى(الحسانية)، مِمّا يقتضي- ضمن أمور أخرى- إرجاع اللفظ "الحَسّانيّ" إلى أصله الفصيح، إنْ وُجِدَ، واقتراح(وضع) البديل المناسب للألفاظ  الأخرى ( ألفاظ من أصل غير عربيّ).
من خصائص العامية، بصفة عامة، أنها تفتقر إلى المصطلح أو اللفظ الذي يُعبِّرُ، بكيفية دقيقة، عن المفهوم المقصود أو الدلالة المحددة، ولذلك فإنّها تلجأ إلى الشرح والتفسير، مستعينةً بالوصف. نقول-مثلا- في "الحسّانية": أَصْبِعْ لَكْبِيرْ(الإصبع الكبرى) ونحن عندنا في الفصحى: الإبْهام. ونقول: "أَصْبَيْعْ أنْيَنيَّهْ" ( تنطق النونان  نطق :gn) في اللغة الفرنسية ، وعندنا في الفصحى: الخِنْصر، وهي الإصبع الصغرى، والبِنصر، وهي الإصبع بين الوسطى والخِنْصر. والوسطى: ما بين الإبهام والسبابة( الإصبع التي بين الإبهام والوسطى). صعوبة كتابتها بطريقة تُيَسِّرُ نطقها وفهمَها، فهي محكية وليست مكتوبة، ولا تتوفر على قواعد نحوية وصرفية قارّة ومُقعَّدَة تساعد على تَعلُّمِها وتعليمِها للناطقين بغيرها، ويقتصر كل ذلك على الطريقة الشفهية، وما يكتسبه الشخص عن طريق السماع  والعيش مع من يتحدثون هذه "العامية". تختلف مفرداتها وتراكيبها من بلد عربيّ إلى آخر، ومن منطقة إلى أخرى، داخل القُطر الواحد، ولكل أهل صَنْعَة "عاميتهم" الخاصة بهم. فالسَّمّاكون لهم "عامّيّتُهم" التي قد لا يفهمها غيرُهم، وكذلك الحدّادُون، والدّبّاغُون، إلخ. بعض الحروف في "الحَسَّانيَّةِ" يختلف معناها باختلاف أصواتها (مخارج الحروف وطريقة نطقها)، "كالراء، وكالزاي، وكاللام...". من ذلك، على سبيل المثال: كَرْكَرْ (براء مرقّقَةٍ): ضحِكَ ضحكًا شديدًا، أقوى من القهقهة. بينما، كَرْكَرْ(براء مغلّظة"مفخَّمَة"): دَقَّ. كركر على باب الدار، إلخ. الكَلْبَهْ(بلام مفخمة): المَحْفَظَة: كيس تُحفظُ به النقودُ ونحوها. بينما، الكَلْبَهْ(بلام عادية"مرققة"): أُنثَى الكَلْبِ(وهو حيوان أهليّ معروف من الفصيلة الكلبية ورتبة اللواحم). إذا قلتَ-مثلًا- اشتريت هذه البضاعة من دولة مالي (البلد الإفريقيّ المعروف)، فإنّ نطق الميم يختلف (بسبب اختلاف المخرج)، عن نطق الميم -مثل ما تُنطَق في الفصحى- في نحو: اشتريت البضاعة بِمالي (بدراهمي). ثم إنّ الكَاف عندنا في "الحسانية"، إذا وضعنا عليها ثلاث نقاط ، قرأناها بجيم قاهرية. فمثلا: لفظة "الكَافْ "(بثلاث نقط)، تعني بيتا من الشِّعْرِ الحسّانيّ(لَغْنَ). وهذا غيْض من فيْضٍ، وهو يؤكّد- إن كان الأمر يحتاج إلى تأكيد- أنّ العاميات العربية، ومنها الحسانية، لا يمكن أن تنافس اللغة العربية الفصحى، ولا ينبغي لعاقل أن يفكر في أنها يمكن أن تحل محلها.
وأرى أنه لا بدّ، في محاولتنا لتفصيح العامية (جعلها فصيحة)، أن نستفيدَ -عند الاقتضاء- من المُوَلَّد، والمُحْدَث، والمَعَرَّب، والدَّخِيل، ما دمنا نريد تقريبها من الفصحى. علمًا بأنّ المولد، هو اللفظ الذي اسْتُعْمِلَ-قدِيمًا- بعد عصر الرواية(آخر المائة الثانية من الهجرة لعرب الأمصار، وآخر المائة الرابعة لأعراب البوادي). المحدَث: اللفظ الذي استعمله المحدَثونَ(المتأخرون من العلماء والأدباء) في العصر الحديث وشاع في ألفاظ الحياة العامّة. المعرَّب: اللفظ الأجنبيّ الذي غيَّرَه العربُ، بالزيادة أو بالنقص أو بالقلْبِ، ليكون مُسْتَسَاغًا وخاضعًا- قدر الإمكان- للأوزان العربية. الدّخِيل: اللفظ الأجنبيّ الذي دخلَ اللغةَ العربيةَ دون تغييرٍ، مثل: الأكسجين، إلخ.
ولا أعتقد، ونحن في القرن الحادي والعشرين، أنّ من مصلحة اللغة العربية، المراد لها أن تُسايِرَ عهد العولمة وتنافِس اللغات الحية الأخرى، أن نظلَّ متمسكين –حَرْفِيًّا- بآراء المتشددين الحريصين على عدم إدخال أيّ تغيير على البنية اللغوية. ولعلنا نتذكر الجدل الذي كان قائما بين مدرسة البصرة ومدرسة الكُوفة في هذا المجال. فنحن في زمان غير زمان المدرستين. ولقد أحسن مجمع اللغة العربية بالقاهرة، باعتماد بعض آراء الكوفيين الداعية إلى التيسير، بالإضافة إلى اجتهادات المجمع الرامية إلى المرونة والتيسير في ما لا يمسّ الجوهر. وينبغي أن يكون واضحا، أنّ ما أدعو إليه لا يعني –بحال من الأحوال- أن نفرِّطَ في ما هو أساسيّ وجوهريّ.
والأمل معقود على تأسيس" مجمع اللغة العربية الموريتانيّ" للنهوض بهذه المَهمّة( تَفْصِيح الحسّانيّة)،  بالتعاون والتنسيق مع مجامع اللغة العربية الأخرى، للاستفادة من تجاربها في هذا المجالِ.
وأشيرُ هنا إلى أنّ المعجم الوسيط، الصادر عن مجمع اللغة العربية بالقاهرة، تضمن العديد من الألفاظ الحديثة، المتداوَلة في مصرَ وفي غيرها من الأقطار العربية، وقد وقفتُ فيه على العديد من الكلمات المستخدمة في الحسّانية. من ذلك، على سبيل المثال: دَفَرَهُ: دَفَعَهُ في قفَاهُ أو في صَدْرِه. ونحن نقولُ في الحسّانية: فلان "دَفرْتُ" سَيارة. وجَفَلَ: ونحن نقول " أجْفَلْ". وشَرَدَ. ونحن نقول في الحسّانية: "اشْرَدْ"، أي: شَرَدَ ونَفَرَ، وأمْضَى وأسْرَعَ. كما أنّ مَجمَع اللغة العربية الأردنيّ، أعَدَّ معجمًا يتضمن الألفاظ العامة المستعملة في الأردن. وحبّذا لو قامت موريتانيا بتأسيس مجمع للغة العربية يكون من بين مشروعاته وبرامجه، إعداد معجم للألفاظ العامة المستعملة  في بلادنا، مِمّا سيساعد على تَفْصِيحِ "الحسّانية". على أن يقوم كل مجمع لغويّ عربيّ بتجربة مشابهة، وذلك على غرار تجربة مصر والأردن. وستساعد هذه المعجمات على جَرْدِ الكلمات العربية الموجودة في "العامّيّات" العربية المختلِفة، وتصويب المحرَّفِ منها، بإرجاعه إلى الأصل الفصيح(السليم)، وإدخال هذا المحتوَى اللغويّ الحيويّ في المعجمات العربية الحديثة. وهي محاولة جادّة وعمليّة لتفصيح "العامّيّات"، وفي ذلك نوع من إضفاء الحيوية على اللغة العربية، وجعلها تَشِيعُ في لغة التخاطب في الحياة اليوميّة للمواطن العربيّ. وستكون هذه التجربة-إن قُدِّرَ لها أن تنجحَ- نواةً مهمة لإحدى حلقات "المعجم التارخيّ" الذي تعكف مجامع اللغة العربية على إعداده.
أرجو أن لا يُفهَمَ، من هذا الكلام، أنّني أُنادِي باستعمال العامّيّة بَدِيلًا للفصحى، أو أنّني أدعو إلى أن يكون لكل قُطر عربيّ مُعجمُهُ الخاصّ به، ومِن ثَمَّ لغته الخاصّة. إنّ قيام موريتانيا –على سبيل المثال-بإصدار مُصحَفٍ شريفٍ خاصٍّ بها، لا يعني أنّ محتوى هذا المُصْحَف يختلف عن محتويات المصاحف الأخرى، اللهم ما كان يتعلق بالقراءة المعتمدة، أو بطريقة الإخراج. بمعنى أنّ هذه المعاجم القطرية، لن تخرج عن إطار اللغة العربية ما دامت عبارة عن جردٍ للألفاظ العربية المستعملة  في كل قطر وإدخالها في المعجم اللغويّ العامّ، ثمّ إدراجها ضمن المعجم اللغويّ التاريخيّ الذي يرصد تطور معاني الألفاظ ودلالاتها عبر الزمن.
إنّني أريد- بكل وضوح- أن نعمل على تطوير اللغة العربية، دون الإخلال بالثوابت، لكن هذه "الثوابت" لا بدّ أن تكون "مُتَحَرِّكَةً" ، بمعنى ثبات ما هو جوهريّ وأساسيّ وتغيّر ما دون ذلك، حسَب ما تدعو إليه ضرورات العصر من تحديث وتطوير. لقد آن الأوان لجمع هذه "العامّيات" وصقلها  وإدماجها في الفصحى ، حتى نثبت للعالم أن العرب- من المحيط إلى الخليج- يتكلمون لغة واحدة(مع اختلاف مستوياتها). وليس ببعيد عنا، تلك الأصوات التي تقول إنّ العربية ليست لغةً واحدة، وإنما هي لغات متعددة بتعدد "العامّيّات" العربية. بل يذهب هؤلاء في غلوهم وشططهم- إلى أن يقولوا إنّ العربية الفصحى ستموت قريبًا، لأنها ليست لغة الشارع، ولأنّ من يدرسها يجد انفصاما- شبه تامّ- بين المدرسة والمنزل والشارع. إنها- في الواقع- كلمة " حق" أريد بها باطل، فالاختلاف موجود فِعلًا، لكنه ليس كما يتصوره هؤلاء. ففي كل بقاع العالم، لا يمكن أن نجد لغة في مستوى واحدٍ.
وما دمنا قد سلّمنا بوجود هذه الظاهرة (الاختلاف بين لغة المدرسة ولغة الشارع)، فإنه من واجبنا أن نعمل على تقليصها، ولن يتأتّى ذلك إلّا بالتعاون والتنسيق بين مؤسسات العمل العربيّ المشترك، وعلى رأسها مجامع اللغة العربية التي يجب أن تتحمل هذه المسؤولية، بالتعاون مع المؤسسات العربية المتخصصة والجامعات والاتحادات  ورجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدني، إلخ. عِلْمًا بأنّ تحقيق هذا النوع من المشروعات العملاقة، منوط بمؤسسات تتوفر على الأموال اللازمة والخبرة البشرية الضرورية. ويمكن لهذه المؤسسات أن تستعين بجهود الأفراد الغيورين على هذه اللغة، كلما دعت الحاجة إلى ذلك.
وأشيرإلى أنّ المنهج الذي سرتُ عليه في إعداد هذا البحث (إن صح وصفه بالمنهج)، هو أنّني أسْتَحْضِرُ كلمة أو جملة "حَسّانيّةً" مُحدَّدةً وأجتهد في كتابتها بطريقة يبدو لي أنّها تعكس صوتَها عند النطق بها، ثمّ أبحثُ عن الكلمة أو الجملة المناظرة  لها في اللغة العربية الفصيحة( السليمة)، ثمّ أشرحها من أجل أن تكتمل الصورة. مع العلم أنّني لم اُرَتِّبْ الكلماتِ ترتيبًا خاصًّا (جِذرِيًّا أو أَلِفْبَائِيًّا) لصعوبة إخضاع " الحسّانيّة" لهذا الأمر. ثمّ إنّني لم أقسِّم الألفاظ إلى موضوعات أو حقول دلالية معيَّنة-في هذه المرحلة من البحث- تاركًا ذلك إلى ما بعد اكتمال البحث، لاتّخاذ قرار في الموضوع ، حسَب غَزَارة المادّة وتنوُّعِ موضوعاتها، ومدى أهمية تصنيفها. وقد يتعيّن ذلك عند ما يبدو لي أنّ البحث ينبغي إصداره في كتاب ورقيّ لإتاحته  لجميع القراء. ومع ذلك، فإنّني لا أستبعد- مع تقدمي في البحث- أن أخصِّصَ بعض الحلقات لموضوعات بعينها (أسماء الخُضَر والفواكه، والأدوات المنزلية، إلخ.). كما أشير إلى أنّني اعتمدتُ، في تحقيق هذا البحث- بصفة أساسية- على: فقه اللغة للثعالبيّ، والمعجم الوسيط. وسأشير- بإذن الله- إلى المراجع بعد أن تكتمل، لأنّ لكل حلقة من حلقات البحث مَراجعَها التي تناسبُها. فعند ما أصل –مثلًا- إلى أسماء الخُضَر والفواكه، سيكون من المناسِب أن أرجع إلى المعاجم الفرنسية العربية، لأنّ مسمّيات معظمها عبارة عن ألفاظ  فرنسية محرَّفة، حيثُ تَزامَنَ ظهورها واستهلاكُها مع الفترة التي خضعت فيها موريتانيا للاستعمار الفرنسيّ الذي فرض لغته في المدارس الحكومية ، وأدخل إلى الأسواق بعض منتجاته ، حاملة معها مسمّياتها الفرنسية.ولا يعني ذلك أنّ كل مسمّيات هذه المأكولات مأخوذة من اللغة الفرنسية.والأمثلة على ذلك كثيرة، وقد ترد نماذجُ منها لا حِقًا. وقد ألجأ كذلك إلى المعاجم الإسبانية العربية، عند وجود كلمات "حسّانيّة" من أصل إسبانيّ. وهي موجودة فِعْلًا، في الشمال الموريتانيّ بصفة خاصّةٍ. ولحسن الحظ ، فإنّني درستُ اللغتين(الفرنسية والإسبانية) مِمّا قد يساعدني على القيام بهذة المَهمة الصعبة، بتوفيق من الله. ولا شكَّ في أنّني سأجد كلمات كثيرة ذات أصول بربرية وزنجية... ، بحكم تركيبة المجتمع وتأثير الجوار الجغرافيّ، مِمّا سيجعلني مضطرا للاجتهاد من أجل اقتراح( وضع) ما يناظرها في اللغة العربية الفصحى(لغة سليمة)، مع الاستعانة- دائمًا- بالمعاجم اللغوية.
ولا بدّ من الإشارة إلى أنّني، بحكم انتمائي إلى ولاية لبراكنة(مقطع لحجار تحدِيدًا)، فإنّ هذه المقارَبة لا تدّعي أنّها تشمل جميع الألفاظ "الحَسّانيّة" المتداولة  في ولايات الوطن الأخرى، وذلك للأسباب التي أشرتُ إلى بعضٍ منها(اختلاف "العامّيّة" من منطقة إلى أخرى داخل القُطْرِ الواحد).
إنّني أُدرِكُ تمام الإدراك مدى صعوبة البحث في هذا المجال، ومع ذلك فقد قررتُ- بعون الله- أن أخوض غمار هذه المحاولة، خدمةً للغتنا العربية الجميلة، لغة القرآن الكريم.وقد اكتفيتُ في هذه الحلقة(الأولى) بإلقاء الضوء على بعض الأفكار العامة والتصورات المتعلقة بالبحث. وفي الحلقة الموالية(الثانية)، سأدخل-إن شاء الله- مباشَرةً في صلب الموضوع.