الاثنين، 20 مايو 2013

حديث الوزير محمد فال ولد بلاَّل مع مدونة مقطع لحجار الإخباريه (كامله)

ـــ للتواصل magtanews@gmail.com ــــ مقطع لحجارللأنباء ـــــــــــــــــــــــــــــــ مصداقيه الخبر ومراعاة الدقه ــــــــــــــــــــــــــــ
الوزير محمد فال ولد بلاًّل



محمد فال ولد بلال: البلد يتخبّط في أزمة مركّبة..(مقابلة الجزء الأول)

في إطار المقابلات التي تجريها مدونة مقطع لحجار الإخبارية مع شخصيات سياسية وثقافية من أبناء المقاطعة عبر بريدها الألكتروني ننشر اليوم على جزئين أولى هذه المقابلات مع شخصية سياسية ودبلوماسية وأدبية كبيرة مع الوزير والسفير السابق محمد فال ول بلال الذي قبل مشكورا دعوتنا فحاورناه حول رأيه في الأوضاع السياسية الراهنة في البلد عامة وفي المقاطعة خاصة وتقييمه لأداء المعارضة والموالاة وموقعه السياسي الحالي ومقالاته الأخيرة التي أثارت ضجة إعلامية كبيرة كما حاولنا وبعيدا عن السياسة استجلاء بعض جوانب شخصيته الأدبية والتي لا يعرف عنها الكثيرون.

والآن نترككم مع الجزء الأول من المقابلة على أن ننشر الجرء الثاني منها لاحقا إن شاء الله.    
 المدونة:  أهلا وسهلا بكم معالي الوزير وشكرا لكم على قبولكم إجراء هذا اللقاء سؤالنا الأول: ما تقييمكم لحكم الرئيس محمد ولد عبد العزيز في ما مضى من فترته الرئاسية؟
محمد فال ولد بلال: مأمورية ولد عبد العزيز أوشكت على النّهاية...لم يبق منها سوى سنة و نيف ...و السنة الأخيرة لا تكون في العادة  سنة عمل و إنجاز، بل هي - على الأرجح -  سنة  إعداد و تمهيد  للحملة  الرئاسية  القادمة،  وما يرافق ذلك من إرهاصات و مناورات انتخابيّة  ، فقط لا غير...و بهذا المعنى ، يمكن – من الآن -  تقييم الحكم  بشكل إجمالي من خلال ما آلت إليه الأوضاع مع نهاية مأموريته ... دون تفريط أو إفراط ، و بدون تهوين أو تهويل...
 البلد يتخبّط في أزمة  مركّبة ،  غير نمطيّة ، و متعدّدة الأبعاد...
أزمة مؤسّساتية : تتمثّل في خرق صارخ لمبدإ دستوري أساسي يقضي باحترام دورية الانتخابات ...وما نتج عن ذلك من وجود مؤسسات بلديّة و برلمانيّة منتهيّة الصّلاحيّة منذ قرابة عامين...مؤسّسات شاخصة بشكلها، غائبة بمضمونها ، فاقدة لمعناها و مغزاها... مدّدت لنفسها بنفسها بعد أن انتهت مأموريتها الدستورية  دون أن تحرّك ساكنا...هذا بالإضافة إلى ما قام به الحكم  من تمييع للإدارة، و تضخيم  للجيش، وانخراط محموم في مؤسسات وهيئات شعبويّة  ذات طابع استيعابي محض...
أزمة سيّاسيّة : تتمثّل في الانسداد  و انعدام الرّؤية...و القطيعة التّامة بين طرفي المشهد السياسي الرئيسيين، أعني المعارضة و الموالاة…غياب الحد الأدنى من التراضي و التشاور بينهما أدّى إلى حالة الجمود و الركود التي تعيشها البلاد...حالة خواء و فقر في الخطاب و نقص في الأداء و الابتكار... موالاة  تبرّر و تمجّد ، و معارضة  تنتقد و تندّد...و بين الطرفين، يبقى البلد  في حالة شلل...فلا السلطة استطاعت إقصاء المعارضة أو تحييدها، ولا المعارضة استطاعت ترحيل السلطة أو سحب البساط من تحت أقدامها...و الشعب هو من يدفع ثمن هذا التوازن الصّفري.
أزمة مجتمعيّة : تتمثّل في التشرذم  و الانقسام  داخل المجتمع، حيث بدأت الولاءات الدّونية  أو الضيقة تطفو على السّطح - بل و تطغى- على نحو غير مسبوق، حاملة معها نذر التفكّك و التّشظي و الانشطار إلى فئات و شرائح و أعراق و جهات و أجيال: بيظان، احراطين، أكور، صنّاع، شمال، شرق، شباب، شيوخ، إلخ...و بدأت أصوات ترتفع هنا وهناك  تزامنا مع الفضائيّات و الانترنت  ومنابر دوليّة و مناخ سياسي عالمي موات  لأطروحاتها  المتناغمة مع أدبيّات العولمة...  دون أن تبدي الحكومة أي انزعاج، أو إحراج...
 أزمة أخلاقيّة : تتمثّل في انهيّار منظومة القيّم التّقليديّة التي كانت مصدر قوتنا و قوامنا، وسرّ وجودنا و بقائنا ... بها وعليها استقرّ نظامنا المجتمعي لمدّة قرون...زالت النّخوة ، و اختفت المروءة ، وضاعت الآداب، وفسدت الأسرة، و قلّ الصّدق، و انتشرت الجريمة بشتى أنواعها...وتحكّم الكسب السّريع ، والجري وراء ملذّات الحس و "الموْضة"، و سيْطرت المصالح الآنيّة، وثقافة التّربّح...و ما "تّسجيلات أكرا" عنّا ببعيد...
أزمة معيشيّة : تتمثّل في كلفة الحياة ، وارتفاع الأسعار، و شحّ الوسائل و الموارد لدى الأسر الضعيفة و المتوسّطة ...رغم الدور الإيجابي الذي تضطلع به دكاكين "أمل"...إلاّ أنّها لا توفّر إلاّ جزءا يسيرا من المواد الضروريّة، فهناك مواد أساسيّ عديدة كاللّحوم مثلا، والدواء لا توجد في دكاكين "أمل"، وكذا النقل، والملابس، والأعمال المدرّة للدّخل؟...لذا، تصاعدت الاحتجاجات، وانتشرت الحركات المطلبيّة  في العديد من المناطق و المرافق ...
تلكم هي السّمات البارزة للوضع الرّاهن في البلاد ... دولة مأزومة إلى حدّ كبير، غيْر أنّها - ولله الحمد - لم تصل بعد إلى حدّ الفشل...فالحكومة تزاول نشاطها، وتؤدّي أدوارها بشكل يتفاوت من متوسّط [كالبنى التحتية مثلا، وتأمين الحدود، والطّاقة، والطرقات...] إلى سيّئ [مثل الصحة، والتعليم، والإدارة، والمرافق الخدميّة العامّة] إلى سيئ جدا [في مجال الحكامة السياسية، وسيادة القانون، والنّهوض بالقيّم و الأخلاق و الوحدة الوطنية]...
و باختصار، أعتقد بأن حكم ولد عبد العزيز هو في مجمله أقرب إلى الإخفاق من هو إلى النّجاح.
المدونة:  كيف ترون تعاطي رئيس الجمهورية مع الطيف السياسي، موالاة ومعارضة؟
محمد فال ولد بلال: أعتقد أنّ ولد عبد العزيز مزاجي في تعامله مع الطيّف السياسي بمكوّناته كافّة...
المدونة : هل ترون أن بإمكان الحزب الحاكم استيعاب المجموعات القبلية
التقليدية، واستقطاب الجمهور الشبابي في زمن الربيع العربي؟

محمد فال ولد بلال:  أودّ بداية أن أعبّر عن تقديري و احترامي لرئيس حزب الاتحاد  لما أعرف فيه من أدب و حسن سيرة وأخلاق...أما عن سؤالكم، فأقول بوضوح إنّ حزب الاتحاد ليس بالحزب الحاكم، وليس بحزب "الحاكم"...لقد حاول إظهار نفسه على أنّه "حزب الرّئيس"، و "حزب الدّولة" لاستقطاب النّاس، لكنه فشل في ذلك...و حاول إعادة صياغة الحزب الجمهوري بثوب "جديد"...لكنّه فشل و أنتج ما يُشبه "الهياكل" بوجهها القديم...زد على ذلك أنّه - كحزب - لم يخض أيّ انتخابات منذ تأسيسه حتى الآن...فهو يستند في "حكمه للبلاد" إلى نواب و شيوخ، وُجِدوا في الأصل مستقلّين في عهد الرّئيس اعل، ثمّ تحوّلوا بقدرة قادر إلى "عادل" مع الرئيس سيدي، ثم تحوّلوا إلى كتائب المجلس الأعلى للدولة في عهد عزيز الأوّل، ثمّ المرحوم امباري، قبل أن يُبايعوا عزيز الثاني...ولا أعتقد أنّ حزبا كهذا جدير بأن يفوز بشباب المقطع...

المدونة:  ما تقييمكم لحراك المعارضة المطالب بإسقاط النظام؟

محمد فال ولد بلال:  المعارضة لم تطالب بإسقاط النّظام، و إنّما طالبت برحيله ...والفرق كبير بين هذين المفهومين. الرّحيل لا يعني بالضرورة السقوط  بالقوّة أو العنف...قد يكون بالاستقالة لأسباب أدبيّة  أو أخلاقيّة  وجيهة...و قد يكون بصناديق الاقتراع ...و قد يكون بضغط الشارع...و قد يأتي فجأة  و بسرعة أحيانا...و قد يتأخّر أحيانا أخرى، إلخ...و من باب الإنصاف، يجب التنبيه إلى أنّ مهمة المعارضة في كلّ زمان و مكان – هي "ترحيل" النظام...؟  ومن هذا المنطلق، يكون شعار الرّحيل شعارًا مفهومًا على الصّعيد المبدئي...الإشكاليّة  - إذاً - ليست في شعار "الرحيل"، وإنّما في القيادة – قيادة المعارضة – التي لم توفّق حتى الآن في إدارة الصّراع  ورسْم الخطط العمليّة و الميدانيّة المناسبة لشعارها...فالهُوّة عميقة بين الطموحات "الرّبيعيّة" من جهة، و الأساليب النضالية "الشتائيّة" من جهة أخرى...لم تتمكّن المعارضة من تفعيل نقاط قوّتها واستغلال نقاط ضعف خصمها بالقدر الكافي...وارتكبت أخطاء كثيرة، أذكر منها- على سبيل المثال - قرارها بفكّ اعتصام 2012 في ساحة "بن عباس" في خطوة ضربتْ في الصميم مشاعر الآلاف من الشباب الثّائر، ثمّ تنازلها  الفعلي عن حقّها في الاعتصام الذي يكْفُله الدستور، والتزامها حُدودَ ما يقبل به الحاكم من وسائل للتعبير و"الصّراع"... فهي كمن يريد السّحاب بِلا بلل...زد على ذلك كونها عجزت عن تطوير خطابها "الجاف" و"الرّاكد"و"المتحجِّر"،و لم تعّبأ بالحالة المعيشيّة للمواطن ولم تعتني بتأطير وتوجيه الحركات المطلبيّة والاحتجاجيّة الواسعة في البلاد...
و الأخطر من ذلك كلّه أنّها قرّرت البقاء في البرلمان بعد انتهاء مأموريّته، مانحة إيّاه صبغة مزيّفة من الشرعية، والتّمثيل، والإجماع، والانتظام ... ضف إلى ذلك انقسامها بلا سبب وجيه إلى معارضة محاورة  ومعارضة رافضة... و أخطاء أخرى  ونواقص عديدة في تسيير ملف فضائح النّظام المتلاحقة، بدءاً بالصفقات ومروراً بالرّصاصات وانتهاء  بالتسجيلات...

المدونة : نشر الإعلام الألكتروني سيلا من المقالات ردا على مقالكم "الآن هل عرفتم من هو؟"، هل ترون أن تلك الردود كانت على المستوى، أم أنها حزت في غير مفصل؟

محمد فال ولد بلال : نعم، قرأت تلك المقالات... و بدون تعليق، أقول ما قاله الإمام الشافعي: :
"إذا نطقَ السّفيهُ، فلا تُجبْهُ  +  فخيْر من إجابته السّكوتُ
فإن كلّمْتَهُ، فرّجْتَ     عنهُ  + و إنْ  خلّيْتَهُ  كمَداً  يموتُ
انتظروا في الجزء الثاني من المقابلة حديث الوزير عن انسحاب النائب مولاي ولد ابراهيم من الحزب الحاكم وموقع الوزير الحالي في الساحة السياسية وحديث شيق عن الأدب  وبعض من إسهاماته فيه...............


المدونة: من وجهة نظركم ما أثر انسحاب نائب المقاطعة ملاي ولد إبراهيم على  كل من حزبي الاتحاد من أجل الجمهورية وتواصل؟
محمد فال ولد بلال: ممّا لا شكّ فيه و لا جدال أن انْسحابَ النّائب مولاي ولد ابراهيم  و جماعته السياسية من "الاتحاد" و انضمامهم  "لتواصل" يعدّ حدثا بارزا،  يحسب له ألف حساب على مستوى المقاطعة، وعلى مستوى الوطن ككل...

المدونة: أين يقف الوزير محمد فال ولد بلال سياسيا، وما أقرب الأحزاب السياسية إلى طرحه؟ وهل ينوي الترشح في النيابيات القادمة؟

محمد فال ولد بلال:  أنا مستقل ،بمعني أنّني لا أنتمي لحزب...و لا أنوي الانخراط في حزب بذاته  قبل أن آخذ لنفسي قسطا من الرّاحة ...أريد أن أبقى لفترة  كالطّير، حرّ طليق ، بلا حزب، ولا قائد، ولا رئيس، ولا مرؤوس...أردّد في نفسي  قول الشاعر نزار قباني :

لقد تعبتْ من السّفر الطويل حقائبي...و تعِبْت من خيْلي و من غزواتي
و تارة، أقول :
مارست ألف عبادة و عبادة  +  فوجَدْتُ أفضلها عبادة ذاتي.
باختصار، أنا مستقل ...حتّى إشعار جديد... أحترم كلّ الأحزاب، وبشكل خاص أحترمُ و أقدِّرُ الأحزاب الملتزمة  ذات الخلفية الفكرية والمبدئيّة البارزة، مثل : اتحاد قوى التقدم، وتواصل،  والصّواب،  والتحالف الشعبي التقدمي... أمّا بخصوص الترشّح إلى النيابيات القادمة، فإنّي لم أفكّر في هذا الموضوع حتّى الآن.

المدونة: تداول الإعلام منذ فترة رفض ولد عبد العزيز ترشيح معاليكم لمندوبية الجامعة العربية في ليبيا، ما صحة ذلك؟
 محمد فال ولد بلال: لا أودّ الحديث عن هذا الأمر باعتباره يتّصل بعلاقات موريتانيا مع هيئة دوليّة محترمة...
المدونة: بعيدا عن السياسية، حبذا لو أبنتم لنا عن جانب من شخصيتكم الأدبية؟
محمد فال ولد بلال:  منذ نعومة أظافري، وأنا مولعٌ بالأدب و الفن...ولا حظَّ لي فيهما إلاّ لذّة الاستماع...ولكن، مع بلوغ  زهرة الشّباب... تطوّرت المشاعر و الأحاسيس ...و تحوّلت الهواية إلى عشق و احتراف...تعلّمت "أزَوَانْ" بأطواره  و أشواره  و شواهده على يد  الفنّان الكبير و المثقّف و الصّحفي القدير، الأستاذ  خي باب شيّاخ فيما يتعلّق ب"تدنيت" الحوض، و أهل آبّ " الدّاه و حمدنّي فيما يتعلّق ب"تدنيت" "تكانت"، و أخيراً وليْس آخراً "تدنيت" "القبله" أو "اترارزه" على يد الفنّان سيد امْحمّد ولد أحمد لوْلا...و لكي لا أخفي عنكم  شيئا، فإني أعشق من الحوض "أنوفّل و بيق المُخالف" و من تكانت "الفايز ولعتيق" ومن القبله "التّحزام وابياظ لحجب"...
وفي نهاية الستينيّات بدأت أقول الشعر الحسّاني "الكيفان" و "اطلع" في الغزل والنسيب أساسا...و في هذا المجال، كان النصيب الأوفر من الغناء...على أطلال  "أحمد بوها" و "اللابده"، و منازل "ول الطّالب بابو" و "تامورت شلخت لحريثه"...و عهدي بحمدنّي يحفظ  تلك المقطوعات و يترنّم بها وهناً بالتّناغم مع عزف بديع...
و كنت أحرص دائما في "الرّاحة" على جرّ الأحبّة و الإخوان إلى مساجلات أدبيّة بالحسّانية  لكسر الجمود والملل و"الرّوتين" و تحريك الساحة الثقافية و الشبابيّة... أوّل مساجلة أجريتها وأكثرها ظرافة ، "أقطاع" في "امريْميده" جرى بيني و بين أخي و قرّة عيني المغفور له بإذن الله الأستاذ و الأديب ابراهيم السالم ولد يحفظهم، و قد بدأته بالقول :
لُوْزانْ شٌوْرَكْ تسَّالفْ  +  فَمْنَينْ صدّيتْ ألْجيهَ
أشْحالْ حيّتْ بُسالفْ    +  وِيّاكْ  لباسْ  أَعْليهَ
و آخر مساجلة  جرت في السنة الماضية مع الأديب الشّاب سيدي محمد ولد سيدي ولد أحمد الملقّب إشمخو. وكانت في غاية الرّوعة و الظّرافة...
كما أذكر مُساجلات عديدة مع بعض "لعصار"، و من أهمّها مساجلة مع عصر الضباط" و من أبرز أدبائهم - إن لم تخنّي الذّاكرة -  الأستاذ والأديب إسلمو ولد حرْمه حفظه الله ، و مساجلة مع عصر "الأقطاب" عندما قلتُ لهم  : "يا العصر السّتّه لعْيان"، إلخ...و ليَ إسهامات متواضعة في "لغْن" السياسي، أعطيكم منها مقطعين:            
المقطع الأول عام 1970، طلبَتْ منّا الحركة الوطنية الديمقراطية  تعْميم رؤيتها  التي تؤكِّد على أنّ الثورة لا تقوم إلاّ بالكفاح المسلّح  و الفنّ و الإعلام  معاً...و في يوم من الأيام كنّا مع المرحوم محمد شين ولد مُحمّادو وكان يردّد بصوته العذب وأدائه المتميّز شوْرًا رائجًا و صعبًا في ذلك التاريخ ، قافيَّته :       سِيمَيَا سِيتَوْه أيّوْه...فقلت له :
يا امْحمّد الاستعمارْ +  ما يتْنازَل بالبَوْه
يتْنازَلْ    بَالْكِتارْ    +  والمَدْفَعْ واسْتِلوهْ
و في عام 1982، قلت منتقدا حكم الرّئيس هيداله :
هذا من قَوْلان الوزيرْ  +    لاهِ يتْواسَ و المُديرْ
      لاهِ يتْواسَ  و المُديرْ    +   لاهِ يتْواسَ بكْياسَ
متْعدّلْ و امّوْنَكْ و اكْبيرْ +     و امَّلِّ فيهْ السِّيَاسَ
يغيْر الشّعبْ ألاَّ مزالْ  +   منْ قَلَّتْ فيهْ الحَماسَ
تاركْ عنُّ ذاكْ أَلْيَنْقَالْ  +     وِحانِ ذاكْ ألْيَتْواسَ
كنت يومها في زهرة الشباب، أطير وأُرَفْرِفُ في الفضاء  بأجنحة تهفو نحو الأرْوَع  و الأجْمَل، وبروح  تستطلع نحو كلّ أفق مسْكون بالقيّم و المُثل.
 أمّا الآن و قد بلغْتُ من العُمر ما بلغْتُ - شكْرا لله -  أودّ أنْ أُكرِّس جُلّ وقْتي  وجُهدي و إمْكاناتي لدعم ومساندة طلبة ومشايخ المحاظر في المقاطعة من خلال المسابقة القرآنية و الجائزة السّنويّة الممنوحة للفائزين و الأئمّة المُشْرفين على المسابقة ،  بمبلغ إجمالي  يناهز المليون أوقية...و نحمد الله و نشكره على ما شهِدَتْه المسابقة من إقبال و حسن تنظيم في الدّورتيْن الماضيّتيْن...بعيداً عن الأضواء وعن صخب الإعلام ...واللهَ أسْأل أن يتقبّلها منّا عملا صالحاً خالِصاً لوجهه تعالى، وأن يوصل ثوابها  لوالدي الطّيب و والده فالِ وأجدادنا الصّلحاء و العلماء الذين أفْنَواْ حياتهم في خدمة القرآن الكريم حِفْظا ورَسْما وتَجْويدا...  
كما آمل أن يَصْدُر لي كتاب في السنة القادمة بعون الله،  أضع فيه  بين يدي شباب المقاطعة و الشباب الموريتاني "تجربة حياة" مليئة بالأحداث وغنيّة بالدروس و العبر، عسى ذلك أن يساعد في قراءة  سطور هامّة  من تاريخ مقطع لحجار، و تاريخ  وطننا الحبيب.

المدونة:ما رأيكم في مدونة مقطع لحجار الإخبارية؟
محمد فال ولد بلال: أتمنّى لكم التوفيق و النجاح...و رجائي كبير في أن تنهض المقاطعة بجهودكم، و أن تكثّفوا حملات التوعية، والأنشطة الثقافية، والأعمال التطوعية..وأن تخرجوا عن صمْتكم، و تقولوا كلمتكم، وتُدْلوا بآرائكم، وتعملوا على تغيير أحوالكم و أحوالنا جميعا نحو الأفضل...و لن يتسنّى لكم ذلك إلاّ باحترام الشيوخ و كبار السّن، و توقير العلماء، و ردِّ الاعتبار لقيّم التّضامن والأخوّة والنّزاهة و صلة الرّحم...

المدونة : شكرا لكم معالي الوزيرعلى هذا اللقاء المتميز.
محمد فال ولد بلا:ل أشكركم و السلآم عليكم و رحمة الله و بركاته.